أقدام تصنع النصر...بقلم/فوزية عبد الوهاب الشهاري

أقدام تصنع النصر...بقلم/فوزية عبد الوهاب الشهاري

أقدام تصنع النصر

بقلم/فوزية عبد الوهاب الشهاري

تلك الصورة لم تفارقني .. مشاعر متناقضة تملكتني عندما رأيتها، تجمعت الدموع في عيني، دموع زهو وسعادة، وكأنما أعانق السماء ..وشعرت أيضا بغصة شديدة وألم.
يا الله كم هي المسافات التي قطعوها حفاة على أقدامهم، حتى استحالت بتلك الصورة، كم الألم الذي عانوه؟، ورغم ذلك لم يتوقفوا لحظة ولم يفكروا في أنفسهم أبداً، نقبّل تلك الأقدام الطاهرة لرجال الله البواسل، التي اخشوشنت وصارت كأنها أخاديد رُسم فيه حاضر اليمن ومستقبله.
أصحاب تلك الأقدام من الجيش واللجان الشعبية لديهم هدف ويسعون إليه بكل عزم وجَلَد، لم تثنهم أية ظروف رغم مراراتها، من مشاق السفر، وعناء حمل العتاد، وعدوٍّ متربّص مكّار، وطيران يحوم في كل لحظة، يقتنص كل فرصة ليباغت وليقتل أكثر، وهم ثابتون يتقدمون بكل جسارة.
لازالت تلك الأقدام التي تحمل أجسادهم المنهكة وسلاحهم وفي أحايين أخرى ربما يحملون جرحاهم أو شهدائهم على ظهورهم، لازالت تلك الأقدام تزداد قوة في كل خطوة، تلك الأقدام أسطورة بذاتها، لا صقيع يثنيها ولا حرّ يردعها، هي قطعة من أجسام قُدّت من الصخر صلابة، أرواحهم تردد الذكر في كل حين خاشعة مسبّحة، في ملكوت الله قد أودعت أرواحها وأجسادها مضت بها فقط لتُكمل المهمة.
تلك المهمة العظيمة نصر المستضعفين والذود عن الوطن صعبة لم نكن نفكر أنّا سنراها حقيقة ماثلة، لولا ثقتنا بالله وبما أودعه فيهم من قوة ربانية.
من كان يصدّق أن أصحاب تلك الأقدام يكسرون قرن الشيطان وتحالفه اللعين بعتاده وبقوته وبجبروته، بالعالم المنضمّ إليه إن علناً وإن صمتاً، كان يدرك ذلك من يظن أن الحق منتصر وإن طال الوقت، من يؤمن بالتأييد الإلهي يرى النصر مع كل تكبيرة ومع كل إنبلاجة فجر ومع كل غروب شمس، إنه الله من حفظهم ونصرهم، هو الله وحده ناصر اليمن رغم كيد المعتدين.

دخول المستخدم
القائمة البريدية
استطلاع رأي
ما رأيك في موقع المجلس الزيدي
مجموع الأصوات : 0
صفحتنا على الفيسبوك
جميع الحقوق محفوظة 2024