على ماذا يجب ان تعتذر السعودية؟ .... بقلم/ ذوالفقار ظاهر

على ماذا يجب ان تعتذر السعودية؟ .... بقلم/ ذوالفقار ظاهر

على ماذا يجب ان تعتذر السعودية؟

 

بقلم/ ذوالفقار ظاهر - المنار

 

أعلن بعض المسؤولين اللبنانيين خلال الايام الماضية ان على السعودية ان تعتذر من لبنان وشعبه للطريقة التي تعاملت فيها في الفترة الاخيرة معه، وكأنها تريد تحويل لبنان الى مقاطعة او إمارة لـ"آل سعود".

فلماذا لا تعتذر السعودية؟ سؤال محق.. ولكن قد يسأل سائل على ماذا يجب ان تعتذر السعودية؟ فهل ارتبكت السعودية فعلا او أفعالا تستوجب منها الاعتذار عليها؟ يسأل آخر.

- فهل يجب ان تعتذر السعودية عن تصرفها الاخير مع لبنان وطريقة الضغط عليه وكأن لبنان خاضع بشكل او بآخر للحكم السعودي؟ هل يجب على السعودية الاعتذار من لبنان لمحاولتها التدخل بشؤونه الداخلية عبر فرض ارادتها السياسية على الحكومة والاحزاب والافراد في لبنان ودفعهم لاتخاذ مواقف مؤدية لما تريده السعودية؟ هل يجب عليها الاعتذار عن ذلك؟

- هل يجب على السعودية الاعتذار من اللبنانيين عما فعلته أبّان عدوان تموز 2006 عندما وصفت المقاومين الابطال وحماة الديار بالمغامرين؟ هل يجب عليها الاعتذار من الامة كلها لتطاولها على المقاومة التي هزمت العدو في اكثر من موقعة؟

- وهل يجب على السعودية الاعتذار من الامة كلها عن عدوانها على اليمن ومحاولتها تدمير بناه التحتية وكل معالم الحياة فيه؟ هل يجب على السعودية الاعتذار لليمنيين عن قتل عشرات الآلاف من أبناء هذا البلد العربي المسلم؟

- هل يجب على السعودية الاعتذار من العراق والعراقيين ومن سوريا والسوريين لدعمها الارهاب والجماعات التكفيرية التي ارتكبت وترتكب المجازر بحق الابرياء هناك؟ هل على السعودية واجب الاعتذار لتمويلها الارهاب الذي يرسل الانتحاريين يوميا الى المدن والقرى العراقية والسورية؟

- هل يجب على السعودية الاعتذار من فلسطين والشعب الفلسطيني لأنها ساهمت وتساهم يوميا في تضييع حق "القضية المركزية" للامة عبر إدخالها الأمة كلها في زواريب الفتن المذهبية والطائفية؟ فهل يجب على السعودية ان تعتذر من فلسطين والأمة لأنها بأفعالها تبعد العدو الاسرائيلي عن صورة العداء للعرب والمسلمين وتوهمهم بوجود أعداء لهم غير "اسرائيل"؟

- هل يجب على السعودية ان تعتذر من شهداء الضفة والقدس وغزة وكل الارض الفلسطينية المحتلة لأنها تريح العدو الاسرائيلي بأفعالها وإشغالها الأمة بمعارك داخلية هنا وهناك؟ هل على السعودية الاعتذار من فلسطين لأنها ما سعت في يوم من الايام كي تحررها من رجس الاحتلال الصهيوني وما سعت في يوم لدعم المقاومة او الشعب الفلسطيني بالمال والسلاح لتحرير المقدسات في فلسطين؟

- هل يجب على السعودية ان تعتذر من الشعب البحريني الذي احتلت أرضه تحت مسميات باطلة وإدخال جيشها بعناوين آخرى لقمع التحركات السلمية هناك؟ هل على السعودية ان تعتذر من كل معتقلي الرأي في البحرين حيث قمع الحريات وكمّ الافواه بدعم سعودي؟

- هل على السعودية ان تعتذر من الشعب المصري الذي حاربت إرادته أكثر من مرة وعملت على افقاره وزيادة مديونيته كي تتحكم في قراره السياسي كي لا يكون هذا القرار قرارا مصريا مستقلا وكي لا تلعب مصر دورها الريادي في قيادة الدول العربية كما كانت دائما وكما يجب ان يكون الحال؟

- هل يجب على السعودية ان تعتذر من العالم كله ومن أحرار العالم ومن كل من ناضل عبر التاريخ لاعلاء كلمة الحق وصوت الحرية؟ فالسعودية ضربت كل معايير الديمقراطية واحترام الرأي الآخر بنشرها الفكر التكفيري الذي يكفر كل شيء ويرفض الآخر.

- هل يجب على السعودية الاعتذار من الشعب الأفغاني المسلم لكل ما فعلته به وما نسجته له من مؤامرات ومخططات عبر التاريخ؟ هل عليها ان تقدم الاعتذار لهذا الشعب الفقير المعذب لانها تقف وراء استجلاب الاحتلال الاميركي والدولي له بنشرها للفكر التكفيري والظلامي هناك؟

- هل يجب على السعودية الاعتذار من حجاج بيت الله الحرام الذين قضوا في أقدس أرض في "حادثة منى" بفعل سوء الادارة والتنظيم إن لم نقل أكثر من ذلك؟

- هل يجب على السعودية الاعتذار من المسلمين لأنها تشوه لهم دينهم السمح دين الاخلاق والحوار مع الآخر؟ وهل يجب على السعودية الاعتذار من المسيحيين لما فعله أبناء المدرسة الوهابية من تنكيل بحقهم في العراق وسوريا وبحق مزاراتهم ودور عبادتهم؟

والحقيقة ان التذكر والتذكير بكل الاخطاء والارتكابات السعودية التي تستوجب اعتذاراتها قد تطول كثيرا كما يبدو، وهي ارتكابات ممتدة زمانيا ومكانيا بشكل كبير ما يجعل حصرها صعبا، وبالتالي: هل فقط الاعتذار السعودي قد يمحي الآثار السيئة لكل تلك الارتكابات؟ أم ان الامر يحتاج أكثر من ذلك بكثير ليصل الى حد الاعتراف والندم والتوبة.. لعلها تجد شعوبا تغفر لها كل هذه الاخطاء الفادحة!!

 

 

دخول المستخدم
القائمة البريدية
استطلاع رأي
ما رأيك في موقع المجلس الزيدي
مجموع الأصوات : 0
صفحتنا على الفيسبوك
جميع الحقوق محفوظة 2024