ﻻعذر للجميع عن التحرك لمواجهة العدوان

ﻻعذر للجميع عن التحرك لمواجهة العدوان

ﻻعذر للجميع عن التحرك لمواجهة العدوان*

الحمد لله القائل في محكم كتابه المبين: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} والقائل سبحانه: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} والقائل عز وجل: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} والقائل جل في علاه: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} والصلاة والسلام على من قال له ربه: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ} صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ورضي عن أصحابه الأخيار الراشدين، وبعد: 
ففي هذه المادة المتواضعة ليس الحديث عن المؤيدين للعدوان ولا عن المرجفين بين الناس أو المثبطين عن الجهاد والمبطّئين في المجتمع فهذا له مكان آخر للحديث عنه، ولكن الحديث موجه للذين هم مقتنعون - كما هي الحقيقة وواقع الحال - بأن ما يتعرض له شعبنا اليمني عدوان بكل ما تعنيه الكلمة، يشارك فيه الأمريكيون والإسرائيليون ومَن لفَّ لفهم من اليهود والنصارى، والدواعش ومَن دار في فلكهم من التكفيريين، وآل سعود وكل من تحالف معهم من الأعراب والمرتزقة والخونة والعملاء والمنافقين من الداخل.
وطالما والحقيقة هي أن شعبنا يتعرض لعدوان فالسؤال الذي يطرح نفسه على كل واحد منّا كإنسان وكمسلم وكيمني هو: ما واجبي تجاه ما يتعرض له شعبي ووطني من عدوان؟ ما موقفي وما هي مسؤوليتي وما هو تكليفي الشرعي والجهادي؟ ما هو التوجيه الإلهي في القرآن الكريم أمام كل ما يحصل؟ وهل لي عذر في القعود عن التحرك لمواجهة العدوان؟ وما هو هذا العذر؟ وهل هو عذر شرعي؟ وهل هناك عذر أصلاً؟.
نبذه مختصرة عن الجهاد في سبيل الله من خلال القرآن الكريم 
الجهاد في سبيل الله فريضة ومبدأ وواجب، ويكون فرض عين على كل مسلم إلا من عَذَرهم القرآن الكريم في حال جهاد الدفع وصد العدوان وجهاد الغزاة المحتلين من اليهود والنصارى وكل من كان من غير المسلمين، والبغاة من المسلمين بمختلف مسمياتهم خونة، عملاء، مرتزقة، تكفيريين.
يقول الله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} ويقول سبحانه: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} ويقول: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} ويقول: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} وقد جاء الحديث عن الجهاد في سبيل الله في القرآن الكريم في كثير من الآيات، وتكرر في كثير من السور وذلك لأهميته ولتوضيحه ولإقامة الحجة على الناس بأن الجهاد فريضة في الظروف العادية كما في حالة قتال العدو وفي أرضه، أما إذا أتى العدو إلينا وقد احتل أجزاء من بلادنا ويريد احتلال البلاد كلها فهو أوجب، وفي حالٍ كهذا وفي ظل العدوان على الشعب؛ فهو فرض عين على كل مسلم قادر غير معذور - وسنبين من هم المعذورون من خلال القرآن الكريم - كما أن الجهاد لا ينتهي بوقت أو زمن حتى يوم القيامة إلا بنصر بالنسبة للأمة أو بشهادة بالنسبة للمؤمن يقول تعالى: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} لأن كلمة جهاد تعني بذل الجهد كل الجهد واستمرار بذله ومن هنا سُمّيَ جهاداً، وما أمر الله به إلا لأنه باستطاعتنا قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} ذلك لأنه سبحانه لم يكلفنا فوق طاقتنا ولم يأمرنا إلا بما فيه وسعنا قال تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} وما أمر الله تعالى بالجهاد حسب استطاعتنا وفي حدود طاقتنا إلا بعد أن وعد بالنصر والتمكين والاستخلاف في الأرض ووعد بالتأييد والتثبيت للمجاهدين وإنزال السكينة وإفراغ الصبر، وبعد أن كشف لنا واقع العدو وضعفه في الميدان قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) وهو بيع وشراء ومتاجرة مع الله تعالى بالنفس والمال قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.
وكما هو واضح في أحداث التاريخ وفي الأحداث المعاصرة فكلفة وفاتورة وضريبة الجهاد قليلة مقابل كلفة وفاتورة وضريبة الاستسلام والخضوع والهزيمة والخنوع والقعود والتخاذل والتكاسل والتفريط وتمكّن العدو، حيث سيَقتل الناسَ بكل مهانة وذلة وسيذبحهم بكل برودة أعصاب بل وبكل وحشية وانتقام وسينتهك أعراضهم أمام أعينهم وسيغتصب نساءهم ويدوس على كرامتهم ويمتهن إنسانيتهم، وإذا كان في درب الجهاد يستشهد نسبة قليلة من المجاهدين فقد أدركوا رضوان الله ويتركون وراءهم ما تبقى من العزة والكرامة والنصر لمن خلفهم من رفاقهم وشعبهم وأمتهم، وفي حالة القعود والاستسلام فإن الناس سيُقتلون بكثرة وبطرق مهينة ولا يُحسبون شهداء بل يكون قتلهم سخطاً من الله تعالى وما ينتظرهم في الآخرة أشد وأنكى، وكل التضحيات التي تُقدّم بالجهاد في سبيل الله رغم عظمتها إلا أنها قليلة مقابل ما سيحصل عليه الناس بالنصر بفضل الله تعالى.
مجالات الجهاد
الجهاد في سبيل الله مجالاته واسعة وعديدة وأشرفه القتال في ظل العدوان، لأن الجهاد شامل ولا يُغفل أيَّ جانب من الجوانب، وطالما المؤمن قد باع نفسه وماله من الله تعالى والله اشترى فعليه تسخير هذه النفس فيما يرضي الله دون مقابل، وأن يتعبها في سبيل الله في شتى الأعمال الجهادية كالقتال في الجبهات وكالعمل الجهادي الإعلامي أو التمويني أو اللوجستي أو الأمني أو التوعوي والتعبوي والتثقيفي أو الطبي أو السياسي أو الاجتماعي، وكل الجوانب شرط أن يكون ذلك حسب توجيهات القيادة؛ لأن الجهاد ليس حسب المزاج ولا إيثاراً للسلامة ولا هروباً من ساحة الحرب وميدان المعركة.
كما أن الجهاد بالمال واسع أيضاً وتربوي، حيث إن من يقدّم ماله سيقدّم نفسه إن اقتضى الأمر والحاجة والظرف والمعركة، وفيه وقاية من حب الدنيا والاسترزاق حيث يخرج من ماله في سبيل الله فكيف ينتظر مقابل أو كيف يشتريه الأعداء وهو من يبذل ماله ابتغاء مرضات الله، وقد جاء الحديث عن الجهاد بالمال قبل الجهاد بالنفس في أغلب الآيات التي تحدثت عن الجهاد قال تعالى: {وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ويقول سبحانه: {وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} 
وكم أمر الله تعالى بالإنفاق في سبيله كقوله تعالى:{فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ * وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} ويقول سبحانه: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} وعلى العموم فكل عمل في سبيل الله ولصد العدوان هو عمل جهادي حتى الخروج في مظاهرة ضد العدوان، وهو أمر متيسر وسهل وبسيط على الإنسان لكنه صعب ومؤثر على نفسيات الأعداء بشكل كبير جداً ويكفي قول الله تعالى: {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

 

 

ﻻعذر للجميع عن التحرك لمواجهة العدوان

 

قال تعالى: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} يحصر الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات الكريمة المعذورين عن القتال في سبيل الله الذين ليس عليهم قتال وهم: 
1- {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ} سواء من كبر السن أو ضعف شديد في البدن بحيث لا يقوى على القتال، ويدخل في الضعفاء من ذكرهم الله في قوله: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ}.
2- {وَلَا عَلَى الْمَرْضَى} وهم الذي يمنعهم المرض من القتال وهو عذر إذا ذهب وجب القتال.
3- {وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ} وهم الفقراء الذين لا يستطيعون تجهيز أنفسهم وإذا وُجد من يجهزهم وجب عليهم القتال وسقط عذرهم.
وهذه الأصناف الثلاثة المعذورة عن القتال في سبيل الله يجب عليها النصح والعمل الجهادي - غير القتالي - حسب القدرة والاستطاعة والإمكان فقد شرط الله تعالى عليهم ذلك بقوله: {إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
4-{وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} وهم الذين لا يمتلكون أو لا يجدون الوسيلة للذهاب إلى الجبهة (أرض المعركة) ولم يوفر أحد لهم ذلك، وتتملكهم الرغبة الجامحة والنية الصادقة والجادة والاستعداد الكامل للقتال فيعودون إلى بيوتهم وهم يبكون من الحزن؛ لأنهم لا يجدون ما ينفقون ولا ما يوصلهم إلى ساحة المعركة.
وغير هذه الأصناف الأربعة لا عذر لأحد عن الجهاد في سبيل الله بمفهومه العام ومجالاته الواسعة وعلى وجه الخصوص القتال والمواجهة في الجبهات والثغور؛ والذي هو غير واجب فقط على النساء التي تتخلف في البيوت وأصحاب العذر الشرعي الذي وضحه القرآن، أما غير ذلك فقد سمّى الله تعالى من يتخلف عن القتال بأنه مع الخوالف قال تعالى: {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}وهنا اسأل نفسك هذه الأسئلة: 
1- هل أنت من الضعفاء؟.
2- هل أنت من المرضى الذين أقعدهم المرض عن القتال؟.
3- هل أنت من الذين لا يجدون ما ينفقون من الفقراء الذين لا يستطيعون تجهيز أنفسهم ولم يُوجد من يجهزهم للقتال؟.
4- هل أنت من الذين لا يمتلكون أو لا يجدون الوسيلة للذهاب إلى الجبهة (أرض المعركة) ولم يوفر أحد لهم ذلك وتتملكك الرغبة الصادقة والنية الجادة والاستعداد الكامل للقتال فعدت إلى بيتك باكياً حزيناً لأنك لم تجد ما تنفق ولا ما يوصلك إلى الجبهة وساحة المعركة؟.
وإذا كنت أحد أولئك هل تجاهد في المجالات الأخرى غير القتالية وتنصح لله ورسوله وللمؤمنين المجاهدين وتقف في وجه المرجفين والمثبطين وتواجه الشائعات؟.
5- هل أنت مكلف بعمل جهادي من القيادة كالعمل الإعلامي أو التمويني أو اللوجستي أو الأمني أو التوعوي والتعبوي أو الطبي أو السياسي أو الاجتماعي أو التنظيمي أو أيّ عمل كُلفت به في أي جانب جهادي؟
وإذا لم تكن الإجابة عن أي من هذه الأسئلة الخمسة بـ (نعم) فاعلم أنك ممن قال الله فيهم: {رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} فرضيت لنفسك أن تكون مع النساء الخوالف فتخلفت مثلهنّ عن القتال على الرغم أن كثيراً من النساء من يجاهدن بأموالهن ويقمن بأعمال جهادية كبيرة ومتعددة.

 

 

تفنيد اﻷعذار

 

عندما دعا الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين للنفير العام والجهاد بالنفس والمال في كثير من آيات القرآن الكريم كقوله تعالى: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} فإنه من منطلق رحمته وحكمته وألطافه بعباده المؤمنين ومن باب قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} حيث إن الأمر الإلهي بالنفير العام والجهاد بالنفس والمال يحافظ على عزة الناس وكرامتهم وعلى سيادة الأوطان واستقلالها، ويخطئ الكثير الفهم والتصرف حين يعتقدون أن العكس هو الصحيح، وأن القعود في البيوت يحافظ عليها والمكوث بين الأهل والأولاد كفيل بالمحافظة عليهم والاجتماع معهم وعدم فراقهم، وهذا غير صحيح على الإطلاق فالله تعالى أمر بالنفير والجهاد لكي تسلم البيوت والأولاد والعزة والكرامة والوطن والدين والحرية، وفي نفس الوقت من يستشهد فهو حي ومن يبقى فهو منتصر وحر وفي هذه الوضعية الله تعالى هو من يتكفل بالنصر والتأييد ويرضى عن الناس النافرين والمجاهدين في الدنيا وفي الآخرة وينعم الناس والمجتمع بالأمن والأمان والحياة الكريمة، أما الفهم الخاطئ والقاصر وغير الواقعي بأن القعود هو الحل فإن المشهد سينقلب رأساً على عقب وسيحدث ما كان يحذره الناس وقعدوا بسببه فسيدخل العدو لأنه لن يجد من يقف أمامه وإذا كان هناك مجاهدين قلة فسيقاتلون حتى يشتشهدوا عندها سيدخل العدو وسيخرج الناس - من سلم منهم من القتل والأسر-، والنساء - من سلمت مَن الاغتصاب وهتك العرض - سيخرجون من بيوتهم لاجئين ونازحين وستتفرق الأسرة والعائلة الواحدة فإذا بالزوجة نازحة أو لاجئة في بلاد والبنت في بلاد والأخ في بلاد والأب في بلاد وهكذا، وفي نفس الوقت الله تعالى ساخط عليهم وخاذل لهم بسبب معصية القعود عن الجهاد والإعراض عن التوجيه الإلهي بالنفير العام، والمفترض أن ينفر الناس للجهاد لا أن ينفروا منه ويتعذرون ويأتون بمبررات القعود الخطير عليهم؛ لأنه ليس هناك عذر أصلاً باستثناء ما بيّنه القرآن كما ذكرنا سابقاً.
- فلا عذر للناس - وكل واحد منّا هو أحد الناس وهو مقصود ويتحمل مسؤولية - لا عذر لهم عن القعود عن الدفاع عن أنفسهم ومواجهة العدوان السعودي الأمريكي عليهم ، وإذا كان الفرار يوم الزحف كبيرة من الكبائر في حق من نفر إلى الجهاد في أرض المعركة فكيف بمن لم ينفر أصلاً ولم يجاهد ولم يتحرك في صد العدوان.
- لا عذر عن الجهاد والتحرك لمواجهة العدوان؛ لأن شذاذ الآفاق وبلاك ووتر والمرتزقة من القارات الخمس قد أتوا إلى بلادنا وتركوا بيوتهم وأهلهم وأولادهم وبلدانهم، ونحن البلاد بلادنا والعدوان علينا وقد جاءوا ليقاتلونا والله تعالى يقول: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}.
- لا عذر عن الجهاد في سبيل الله بحجة ومبرر بعض الأخطاء من المجاهدين أو المشرفين أو من غيرهم، هذه الأخطاء الصغيرة مقابل الخطأ الكبير والفادح خطأ القعود عن الجهاد وخطأ عصيان أمر الله تعالى بالجهاد الذي هو فرض عين وكما قال تعالى: {وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) ويقول تعالى: {وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} فإذا أذنب شخص ما أو أساء التصرف فهل من العقل والدين أن نكون مثله مذنبين وسيئي التصرف كما هو سيء؟ الجواب : لا ؛ لأن الله يقول {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}.
- لا عذر بطول مدة العدوان والقول لقد طالت مدة العدوان، والحقيقة أنه طال لأننا قعدنا والكلام الصحيح هو أن نقول: لقد طالت مدة قعودنا طيلة العدوان ولم نعمل شيئاً ولم نسجل موقفاً ولم نحرك ساكناً ولم نواجه عدواً ولم ننفق ريالاً، والمفروض أن نتدارك الأمر ونقوم بواجبنا ونتحمل مسؤوليتنا ونستجيب لربنا سبحانه.
لو فكر المجاهدون في الجبهات وفي كل المجالات مثل تفكير القاعدين لكان العدو قد احتل البلاد بالطول والعرض، وإذا حصل اختراق للعدو في هذ الجبهة أو تلك أو من هذه المنطقة أو تلك أو التف من هنا أو من هناك أو تسلل من هذا الموقع أو ذاك فإنه لم يستطع أن يفعل ذلك إلا من خلال المواقع الفارغة من المجاهدين والمفترض أنها مواقع القاعدين، لأن المجاهدين في مواقعهم ويقومون بواجبهم ويقاتلون حتى استشهادهم ويتركون مواقعهم فارغة أيضاً فأين موقعك أيها القاعد؟ . هل دورك أن تتابع الأخبار ومجريات الأحداث ومسار المعركة وتسأل ماذا حصل؟ ماذا يحدث؟ وكأن ليس لك علاقة بالبلاد وليس عليك واجب وكأنك تتابع أخبار أحداث بعيدة عنك ولا علاقة لك بها وصدق الله القائل: {يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا}.
ومن يقول: إنه سيقاتل حين يصل العدو إلى قريته أو إلى بيته فهو كاذب ؛لأن من لا يتحرك وهو في سعة من أمره لن يتحرك وقد ضاق الخناق عليه، بل سيرحب بالغازي والمحتل وسيقبل يده وقدمه وسيستجديه الرحمة والعفو، وسيحلف له بالأيمان المغلظة أنه لم يقاتل ولن يقاتل وأنه معه وفي صفه، ومن صدق أنه سيقاتل فلن يدري ماذا يفعل؟ أيحمي الزوجة والبنات أم البيت والأموال أم نفسه؟ وفي الأخير سيكون بين خيارين إما الاستسلام أو الهرب إن استطاع إلى ذلك سبيلا.
افتحوا باب الجهاد
كثيراً ما سمعنا هذه العبارة في مظاهرات كثيرة قبل سنوات عديدة حين كان العدو الصهيوني يعتدي على فلسطين وعلى غزة على وجه الخصوص حيث كان الناس يخرجون إلى الساحات ويتظاهرون ويحملون على أكتافهم مجسمات صواريخ يدوية الصنع ويقولون: افتحوا باب الجهاد ثم نعود في آخر النهار وقد طابت نفوسنا وقلنا قد قمنا بما نستطيع ولا نستطيع الوصول إلى فلسطين وهذا تكليفنا.
ثم مكثنا سنوات وغزا الأمريكيون العراق فخرجنا في مظاهرات عارمة وقلنا: افتحوا باب الجهاد في العراق لنجاهد الأمريكي المحتل الذي قتل واغتصب وانتهك وفعل الأفاعيل، وعدنا إلى بيوتنا آخر النهار وقلنا: لا نستطيع الوصول إلى العراق.
اليوم وفي ظل العدوان السعودي الصهيوني الأمريكي على اليمن، والذي ضرب حتى تلك الساحات التي خرجنا لنتظاهر فيها ماذا نحن فاعلون؟ أين الصادقون؟ أليس باب الجهاد مفتوحاً؟ ألم نقم الحجة على أنفسنا في تلك المظاهرات؟ فها هو ذلك الأمريكي والإسرائيلي الصهيوني وعملاؤهم الذين قلنا: افتحوا باب الجهاد لنقاتلهم ونجاهدهم قد أتوا إلى بلادنا اليمن وعاثوا فيها الفساد وأجرموا وهناك من لم يتحرك بعد في مواجهتهم، ألم نكن ننتقد الفلسطينيين والعراقيين القاعدين! ونقول: يجب أن يجاهدوا ويدافعوا عن أنفسهم وأعراضهم وبلادهم؟، ونحن ماذا نقول لأنفسنا وقد وصل ذلك العدو ونفس العدو إلينا وإلى بلادنا واحتل أجزاء من يمننا الحبيب؟، أم أن الجهادَ واجب في فلسطين والعراق أما في اليمن فغير واجب على الرغم أن ما تتعرض له اليمن أفضع والحرب أشد مما تعرضت له فلسطين والعراق؛ لأن بعض العرب والأعراب والمتأسلمين والخونة والعملاء من اليمنيين يقاتلون مع الأمريكي والإسرائيلي وفي خندق واحد، أم أننا كنا نقول: افتحوا باب الجهاد في فلسطين والعراق لأنهما بعيدتان عنا؟ ونحن نعلم أننا لن نصل؟ وإذا علمنا أننا سنصل سنتراجع؟ ومن تراجع عن الدفاع عن بلده لن يدافع لا عن القدس ولا عن غيرها. 
ومثلما نقيمُ الحجةَ على أنفسنا ونتعظ بعاقبة القاعدين من الفلسطينيين والعراقيين وغيرهم بسبب قعودهم، فإن المجاهدين والمتحركين منهم حجة علينا لأنهم يجاهدون رغم العدوان عليهم قبل عقود من الزمن، وخصوصاً فلسطين حيث إن الشاب الفلسطيني المجاهد يجاهد والعدو الصهيوني احتل فلسطين ربما في عهد جده أو جد أبيه ومع ذلك لم يستسلم ولم يضعف وما زال يقينه بالنصر كبيراً وبتأييد الله عظيماً، وهذا حجة علينا وخصوصاً أولئك الذين سرعان ما ييأسون عن مواجهة العدو إذا ما دخل العدو هنا وهناك وكأن المعركة شارفت على الانتهاء، وكأن الجهاد فقط أن ندافع عن ما تبقى من البلاد أما بقيتها المحتلة فكأن موضوعها انتهى.
للأسف أن القعود عن الجهاد يتخذ أشكالاً متنوعة فحين يرجف العدو في إعلامه ويهول المرجفون معه في الداخل ويبثون الشائعات يقول البعض: لم يعد باستطاعتنا أن نفعل شيئاً فيثبطون ويقعدون بحجة ذلك، والعجيب أيضاً أنه حين تحصل انتصارات على أيدي المجاهدين ويتراجع العدو يقولون الحمد لله المجاهدون يتقدمون وليسوا بحاجة إلينا وفيهم الكفاية. وهذا من أخطر أنواع التبريرات والأعذار عن القيام بالمسؤولية لأن الجهاد واجب ومبدأ وفريضة سواء تقدمنا حتى وصلنا إلى فلسطين أو دخل العدو حتى (باب اليمن) فالجهاد هو الجهاد والواجب هو الواجب بل كلما زاد خطر العدو واحتمال دخوله كلما زاد الواجب وتضاعفت المسؤولية.

 

 

الشهداء أسقطوا كل اﻷعذر

 

أيُّ عذر عن الجهاد في سبيل الله يمكن أن يقوله أي إنسان غير الذي ذكره القرآن الكريم فهو ساقط وقد فَنَّدّهُ الشهداء بدمائهم الزكية ومواقفهم العظيمة وجهادهم المقدس؛ لأن من يقول: لن يجاهد لأن لديه أولاد، فللشهداء أولاد أكثر، ومن يقول: أن لديه مشاغل؛ فقد كانت للشهداء مشاغل أكثر، ومن يقول: إنه فقير، فمن الشهداء من هو أفقر، ومن يقول: إنه لديه مشاكل، فمن الشهداء من كان لديه مشاكل أكثر وأكثر، فالشهداء حجج الله على الباقين وما ينطبق على الشهداء ينطبق على المجاهدين فلم يعد لدينا أي عذر ؛ لأن الذي حرك الشهداء ودفعهم هو القرآن الكريم والتوجيه الإلهي من بيننا فسيسألنا الله تعالى يوم القيامة ويحاسبنا لماذا لم نقم بواجبنا ونجاهد كما جاهد المجاهدون والشهداء؟ وكلما اعتذرنا سيحتج علينا بالشهداء والمجاهدين، ثم ما الفرق بيننا وبين الشهداء والمجاهدين؟ ألسنا رجالاً كما هم رجال! أليست لدينا عزة كما لهم! ماذا ننتظر حتى يستشهد بقية المجاهدين فيدخل العدو إلينا وينتهك العرض أمام الأعين ونحن عاجزون لا نستطيع تحريك ساكن؟ وتملؤنا الحسرة والندامة وسنشعر بوضاعة النفس حين لم نتحرك مع المجاهدين والشهداء.
هل دورنا فقط فيما يتعلق بالشهداء هو الحضور في العزاء وقراءة الفاتحة إلى أرواحهم ثم ننتظر حتى يسقط شهيد آخر فنقوم بنفس الدور ونعيد الكرة وهكذا؟ وكأن الجهاد ليس واجباً علينا كما هو واجب على المجاهدين والشهداء، وكأن مجرد الدعاء للمجاهدين والشهداء وعلى الأعداء يكفي بدون عمل وكأن مجرد الصلاة والصيام وبقية العبادات تكفي لدخول الجنة، وكأننا كاملو الإيمان ونعتقد أننا داخلون في قوله تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} ولم نـتأمل من هم المؤمنون الذين حق على الله أن ينصرهم، ونظن أننا نقوم بما علينا ونعرف ما لنا وما علينا وأن المؤمن هو ذلك الشخص الذي من بيته إلى المسجد ومن المسجد إلى بيته، ولا يتدخل في شيء ولا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر ولا علاقة له بالجهاد في سبيل الله ونقول: هذا من أهل الجنة وهذا غير صحيح لأن المؤمنين المنصورين هم من قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} فالمؤمنون هم على هذه الشاكلة ومن هذه النوعية ولا يحسب أحد أن دخول الجنة سيكون ببساطة وبدون ابتلاء وجهاد يقول الله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}. 
فطريق الجنة في ظل العدوان ليس في المساجد بل في الجبهات؛ لأن الله أمر مَن في المساجد بالخروج منها إلى أرض الجهاد ولقاء الأعداء فكيف يبقى المرء في المسجد للصلاة وهو عاص في الجهاد؟، ألسنا نعترف بأن قتال ومواجهة العدوان هو جهاد في سبيل الله؟، فلماذا لا نمشي في سبيل الله؟! لماذا نقعد عن سبيل الله؟! لماذا نعرض عن سبيل الله؟! وإذا لم نكن في سبيل اللهفنحن في سبيل من؟ 
أعذار مشبوهة
قد تأتي الأعذار في بعض الأحيان بشبهات بحيث يظن المرء أنه فعلاً معذور وأنه لديه عذر بينه وبين الله على الرغم أن الله تعالى قد بين من هو المعذور كما سبق بيانه، ولذلك فكل الأعذار المشبوهة هي أعذار واهية وغير حقيقية وقد تأتي من الشيطان على شكل وساوس بل يظن البعض من أصحابها أن قعوده يرضي الله تعالى.
فقد يقول البعض: نحن محايدون لأن ما يجري فتنة وصراع على السلطة والكرسي والمصالح، وأنها حرب بين السعودية وإيران في اليمن أو أنها حرب سنة وشيعة ومسلم يقتل مسلماً أو أنها حرب أهلية واقتتال داخلي، وهذه الأعذار كلها هروب من الحقيقة أن العدوان أمريكي صهيوني في المقام الأول وإلا لماذا جاء اليهود والنصارى (شركة بلاك ووتر الأمريكية)؟، ومَن يعتقد أحد هذه الأعذار المشبوهة فهو للأسف عديم الوعي وأعمى البصر والبصيرة، وهذا مشكلته إيمانية قبل أن تكون جهادية، والعجيب في الأمر أنه حين كانت الحروب هكذا كان أصحاب هذه الأعذار يتحركون بكل نشاط ورغبة في معركة باطل مع باطل أو مع الباطل ضد الحق.
- ولا عذر للإنسان أنه قد جاهد مسبقاً؛ لأن الجهاد حالة مستمرة دائمة في بذل الجهد في سبيل الله والجهاد لا ينتهي إلا بنصر أو شهادة، وإذا كان هذا ليس عذراً لمن قد جاهد مسبقاً فكيف بحال من لم يجاهد مطلقاً.
- ولا عذر للإنسان أنه قدم شهيداً أو أكثر وأنه لم يعد عليه شيء، لأن الجهاد فرض عين في حالة العدوان على البلاد وإذا كان كذلك فكيف بمن لم يقدم شيئاً؟. - ولا عذر للإنسان أن لديه أخاً أو ابناً أو قريباً في الجبهة أو مجموعة من قريته أو حارته بحجة أن فيهم الكفاية لأن الله تعالى يقول:{مَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}
- ولا عذر للإنسان بأن لديه أولوية أهم من الجهاد كطلب العلم أو غيره؛ لأن الجهاد مقدم في حالة العدوان بل الواجب على العالِم وطالب العلم أكثر من غيره لما يعلم من أمر الله أكثر من غيره، ولأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (العلماء ورثة الأنبياء) وكان الأنبياء مجاهدين وسقطوا منهم ومعهم شهداء وقاتلوا في سبيل الله تعالى.
- ولا عذر للإنسان عن الجهاد بعذر عدم رضا والديه وسماحهم له بالذهاب للقتال إلا إذا كانا عاجزين وهو الوحيد الذي يقوم برعايتهما ؛ لأن الجهاد عبادة وتكليف مثل الصلاة التي لا يحتاج الإنسان أن يأذن له والداه لكي يصليها؛ لأن طاعة الله مقدمة على طاعة من سواه يقول تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}
- ولا عذر للإنسان بأن العالَم ضدنا وتحالف علينا ونحن قلة لأن الله تعالى يقول: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}
- ولا عذر للإنسان بأنه ليس لدينا أسلحة حديثة ومتطورة كالتي بيد أعدائنا ولا نمتلك أموالاً كما يمتلكونها وليس لدينا دفاع جوي ضد الطائرات التي تقصفنا يومياً؛ لأن الله تعالى يقول: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ}، أما النصر فهو بيد الله تعالى ومن عنده وليس بكثرة الجيوش ولا بقوة الأسلحة ولا بكثرة الأموال يقول تعالى: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}0
أعذار سياسية
البعض يأتي بالأعذار السياسية حتى يبرر قعوده كأن يقول لا يوجد قيادة نقاتل خلفها حيث إن البلاد تمر بفراغ سياسي ولا يوجد حكومة ولا قيادة جيش معترف بها.
هذا العذر في الحقيقة كما يقال عذر أقبح من ذنب؛ لأن الفراغ السياسي هو أحد أشكال العدوان علينا وباسم الرئيس والحكومة شُنّ العدوان علينا وهناك في الحقيقة والواقع قيادة كفؤة مؤهلة مجربة مؤمنة قادت الشعب في ثورته حتى انتصر، وها هي تقود معركة الدفاع عن البلاد بكل اقتدار وحكمة وشجاعة ومن لا يعترف بهذه القيادة، فالجهاد فرض عين ولو من غير قيادة، وهذا بإجماع الأمة أن الدفاع عن البلاد الإسلامية في حال محاولة الأعداء احتلالها ولو بمعاونة العملاء، فجهاد الدفع واجب ولو من غير قيادة ولا ولاية أمر كما هو معلوم.
- وقد يأتي من يقول من أبناء القوات المسلحة من الجيش والأمن أنه لن يتحرك ضد العدوان إلا تحت قيادة معسكره متغافلاً أن كثيراً من زملائه في السلك العسكري قد انطلقوا في ميادين الشرف والبطولة، وسقط منهم شهداء دفاعاً عن البلاد وذوداً عن كرامتها وجهاداً في سبيل الله والمستضعفين، حيث عرفوا أن المسؤولية عليهم أكثر من غيرهم من بقية أبناء الشعب لأنهم أوفياء لهذا الشعب المعطاء، وفي هذا حجة كبيرة ودامغة على بقية أبناء المؤسستين العسكرية والأمنية الذين أكلوا من خير الشعب والوطن أكثر من غيرهم ولحم أكتافهم من ثروات الشعب وبركة الوطن، والذين تدربوا وتقاضوا المرتبات طيلة السنوات وأقسموا القَسَم العسكري بالحفاظ على الوطن وحمايته والذود عنه، والذين رددوا كثيراً النشيد الوطني والذي آخره لن ترى الدنيا على أرضي وصياً، وكثيراً ما هتفوا بالروح بالدم نفديك يا يمن، وكثيراً ما كانوا يقولون إنهم وطنيون، ومع ذلك يقعدون تحت مبررات واهية ولم يلتفتوا إلى أن أغلب المجاهدين والشهداء من أبناء الشعب الذين لم يتقاضوا مرتباً واحداً من الدولة ولم يستلموا ريالاً واحداً من الجيش والأمن، ومنهم من لم يدخل معسكراً بل هو من تقاضى أبناء الجيش والأمن مرتباتهم من ثرواته كأحد أبناء الشعب ومن الضرائب والجمارك التي كان يدفعها للدولة طيلة سنوات عديدة. - وقد يأتي من يقول إنه مستعد للجهاد لكنه يريد أولاً أن يُصرف له سلاح على الرغم أن أحداً لا يدخل الجبهة القتالية إلا ولديه سلاح يقاتل به، ولكن يريد سلاح كمكسب ومغنم وكأنه حاذق وذكي لكي يحصل على سلاح ثم يعود به إلى بيته، وهناك نظرية خاطئة بين الناس وهي أن من يريد أن يجاهد لابد أولاً من صرف سلاح له حتى ولو كان يمتلك سلاحاً في بيته سواء كان في الجيش والأمن ويمتلك قطعة سلاح أو يمتلك سلاحاً في بيته، ونحن نعرف أن الشعب اليمني شعب مسلح وفي كل بيت تقريباً قطعة سلاح وتخرج هذه الأسلحة للاستعراض في الأعراس والتباهي والتفاخر بإطلاق الأعيرة النارية فيها، كما وتحضر الأسلحة في المشاكل بين الناس سواء في العرف القبلي العدال والثقال والتحكيم وو...الخ، فالسلاح موجود والله أمر بالجهاد بالمال والنفس والسلاح هو من المال حتى أن بعض الناس لا يورثون النساء من الأسلحة من التركة ولا يعطونهن مقابلها - وهذا غير جائز - ويقولون ماذا تفعل المرأة بالسلاح هل ستقاتل؟
فهذا ليس عذراً القول نريد سلاحاً لن نتحرك إلا بسلاح. وكم هرب وعاد أناس بالسلاح وكم أبدى الكثير استعدادهم للجهاد حتى إذا حصلوا على السلاح عادوا إلى بيوتهم {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.
في ظل هذا العدوان لا مبرر للقعود ولا أعذار مقبولة ولا يحتاج الإنسان إلى فتوى للجهاد؛ لأن القرآن صريح في آياته ولم يترك لأحد عذراً ولم يترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأحد أيضاً عذراً ولا أهل البيت عليهم السلام ولا الصحابة رضي الله عنهم ولا القَبْيَلَة ولا الوطنية ولا الدستور ولا المواثيق والقوانين الدولية ولا الفطرة الإنسانية. 
الأسباب الحقيقية للأعذار والقعود عن الجهاد كما في القرآن الكريم
1- {قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ}. 
2- {يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ}. 
3- {يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا }.
4- {وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ}.
5- {لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ * لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ * إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ * وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ}. 
6- {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ * فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}
7- {سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا * بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا * وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا}.
8- {وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آَمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ*وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. 9- {قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ * الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}.

 

 

*من منشور وزع في فعالية "ﻻعذر للجميع عن التحرك لمواجهة العدوان" التي نظمتها رابطة علماء اليمن ، صباح اليوم 19-3-2016م 

دخول المستخدم
القائمة البريدية
استطلاع رأي
ما رأيك في موقع المجلس الزيدي
مجموع الأصوات : 0
صفحتنا على الفيسبوك
جميع الحقوق محفوظة 2024