(لو) التي من قرن الشيطان...... بقلم/ حمود عبدالله الأهنومي

(لو) التي من قرن الشيطان...... بقلم/ حمود عبدالله الأهنومي

(لو) التي من قرن الشيطان

 

بقلم/ حمود عبدالله الأهنومي

 

يتهيأ الشعب اليمني المواجه للعدوان للخروج في فعاليات مرور عام على المواجهة العاتية لعدوان المستكبرين الطغاة، وهي فعاليات ستظهر اليمنيين أنهم شعب حي، لا يقبل الكسر، ولا يستعد للهزيمة أبدا، غير أن ما يقصم الظهر ويفت في العضد نزوع خطير للرئيس السابق ينحو نحو الفرقة وإرسال الرسائل الخارجية والداخلية غير الواقعية التي برع فيها في مرحلة سابقة وكانت من وسائله في الحكم.

غير أن ما يجب أن يعيه الجميع أن هذه المرحلة لها أدواتها، ومبادؤها، وأخلاقها، وقيمها، وأنه من الخطأ أن يظل الرئيس السابق بذات الأدوات السابقة، وعلى نفس الملعب، ويريد الصدارة والعودة بدون مقومات ذاتية حقيقية إلى الحكم من الباب الذي خرج منه، كما من الخطأ القاتل لو كان هذا اللعب مجرد دور مرسوم في نهاية شوط من مرحلة أو مراحل معينة؛ إذ يدرك الرئيس السابق قبل غيره أن الشعب يعي جيدا أساليبه وأنه لا يستبعد منه في أي لحظة قلب طاولة التوافق التي واجهت العدوان.

لقد أشدنا بموقف الرئيس السابق مع الوطن وضد العدوان، بغض النظر عما إذا كان ذلك الموقف كان خياره الوحيد، أم لا، وأنه أراد منه إعادة إنتاج نفسه في بيئة سياسية جديدة خلقتها ظروف التحرر الشعبي، أم لا، إلا أنه كان موقفا جديرا بالاحترام والتقدير، وأكسبه رصيدا وطنيا رائعا، بالمقارنة بمواقف الإخوان وإخوانهم من القاعدة وداعش والتكفيريين.

يريد صالح أن يظل يملأ أكثر من حيزه الحقيقي في المشهد السياسي اليمني، الحيز الذي عاد إليه بعض التقدير والاحترام بسبب موقفه من العدوان، ولكن عليه أن يدرك أن الثمن الذي قدمه لا يكفي لأن يطلب نتائج أكثر من العوامل والأسباب، كما أن ماضيه في الحكم الذي لم يكن جيدا لا يؤهله لأن يعود كما لو أنه المنقذ للوضع، الوضع الذي يجب التذكير أننا نعيشه كنتائج طبيعية لفترة حكمه التي حملت بذور ما نحن فيه، بجميع التناقضات.

إنه من الخطأ تنظيميا وحزبيا أن يظل صالح عجوز السلطة حاجزا للمكان الذي كان على آخرين من شباب حزب المؤتمر أن يملأوه بما يتناسب والمرحلة؛ لأن بقاءه لا يسمح بتجدد الحزب وإدخال دماء الفتوة فيه في مرحلة يمنية فتية، كان يجب أن يكون كل ما فيها فتيا وجديدا.

إنه حتى في حالة اختراق العدوان للجبهة الداخلية ومحاولة تحريك بعضها ضد بعض فإن العدوان في هذه الحالة سيكسب (منتفعين) جددا، يضمهم إلى القائمة السابقة، سرعان ما يرمي بها جميعا في أول انعطافة إقليمية ودولية، وأن من سيكتب له البقاء والنجاح والنصر هو ذلك الشعب الفتي النقي الصادق، المواجه، والمقاتل، والشجاع، لكن في المقابل لا سمح الله فإن هذا يعني أننا أمام جولة من الصراع الذي لا نعلم مدى أبعاده، ولكننا نعلم أن ثمنه سيكون باهظا على المجتمع الذي أنتج هذه الصلابة وأثمر هذا الشموخ اليماني الذي جعله يقف في مواجهة كل العالم المستكبر.

في حركته غير الموفقة التي أظهرت اليمن متشظيا وقابلا للتشتيت ومنذرا بالصراع القادم، ربما استجاب الرئيس السابق لبعض النخب (المنتفعة)، لكن عليه حينها أن لا يسايرها طول الخط؛ لأنها ستتركه وحيدا في أول معركة مع الثورة، وإذا أراد الرأي الأصوب فعليه أن يأخذ مشورته من المجتمع الذي أنتج هذه الصلابة والمقاومة، وضحّى في سبيلها بالغالي والرخيص، وهم كثير. والخطورة ماثلة لو أراد لوبي النخب (المنتفعة) أن يعود إلى كرسي الحكم على الطريقة الإماراتية، أمام ثورة شعب جامحة قدمت الكثير من الشهداء، وقاومت بصلابة أوقح عدوان.

يدرك الزعيم أن المجتمع الذي يقدره أصبح أيضا منخرطا في الحركة الثقافية والجهادية لثورة 21 سبتمبر، والتي يأتي هذا الصمود اليماني الأسطوري كأحد نتائجها، هذا المجتمع سيكون الحياد موقفه في أي جولة صراع قادمة بين شركاء مقاومة العدوان، وسيتركه (المنتفعون) جانبا، أمام ثوار شجعان، يتحركون بدون أي مقابل، سوى المقابل المعنوي والمنطقي وهو أن علي عبدالله صالح عادت حليمته لعادتها القديمة، وأن الثورة التي ثارت على علي محسن وحميد لا بد أن تستكمل نفسها بالثورة عليه.

من حق المؤتمر الشعبي العام كحزب عريق وكجماهير متطلعة لدولة عادلة أن تكون له فعالياته الحزبية، ولكن ليس من حق أحد التآمر على إنجازات الوطن، وليس من حق أحد محاولة البسط على مستقبله الذي لا يزال يرفرف في زناد الأبطال، ويخفق مع أرواح المجاهدين، الذين بالطبع يعرف صالح أنه لا ينتمي واحد منهم إلى معسكر المنتفعين، وأنهم يتقدمون إلى الموت قدما قدما بحركة ثقافية واعية تنطلق من مبادئ القرآن الكريم، وتحت ظل قائد الثورة المباركة.

من المهم اطراح المزايدات والأكاذيب المزوِّرة التي تضر بمستقبل العلاقة بين مكونات اليمنيين، ولا سيما أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام، ومهم أيضا الجلوس حول مائدة الوطن لرسم مستقبل يخرج اليمن من سلطة الحزب، والجماعة، والشلة، والعملاء، إلى بحبوحة الدولة العادلة المستقلة المستقرة، التي هي الأمل والملاذ الذي يمكن أن يو

فر الظلال الوارفة لجميع اليمنيين، ومن الأهمية بمكان أن يجلس أنصار الله والمؤتمر وجميع القوى والأحزاب الوطنية للوصول إلى كلمة سواء، وأرضية مشتركة تساعد على وقوف الجميع، بما يحفظ سيادة اليمن واستقلاله واستقراره.

يجب التذكر دائما أنه بقدر تقدم الرئيس السابق وحزبه استجابة لرغبة شعبية نحو مواجهة العدوان، تتقدم شعبيته داخل الوطن، ويكون حينها أقرب إلى صنعاء منه إلى الرياض وأبو ظبي، كما يجب التذكر بأنه لا أوفى من قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، ورجاله شعبه العظماء، حيث يعتبرون الوفاء دينا يدينون الله به، كما تحدث عنه في كلمته هذه الليلة، وكذلك لا أشد منهم مراسا للحرب حين يستهدفون.

 

 

دخول المستخدم
القائمة البريدية
استطلاع رأي
ما رأيك في موقع المجلس الزيدي
مجموع الأصوات : 0
صفحتنا على الفيسبوك
جميع الحقوق محفوظة 2024