الشعبانية.. أجواء رمضانية مبكرة في اليمن .... بقلم/ إبراهيم الوادعي

الشعبانية.. أجواء رمضانية مبكرة في اليمن .... بقلم/ إبراهيم الوادعي

الشعبانية.. أجواء رمضانية مبكرة في اليمن

 

 

بقلم/ إبراهيم الوادعي - *المسيرة نت

 

أيام قلائل وتحل على الأمة الإسلامية مناسبة دينية عظيمة، مناسبة لها وقعها الخاص في اليمن، وتعد بمثابة أيام رمضانية مبكرة.

إنها الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من شهر شعبان، أيام البيض في كل شهر قمري، تعرف محليا في اليمن باسم الشعبانية، ويجرى الاستعداد لها كما شهر رمضان فتصبح العائلة اليمنية صائمة في أول أيامها، وتفتح الأسواق حتى وقت متأخر من النهار، ولا تختلف مائدة إفطارها عن المائدة الرمضانية الغنية بأصناف الطعام و(التحلية), ويحرص الصغار على صومها كما الكبار.

صيام الشعبانية تحولت بفعل الزمن وتداول الأجيال عادة دينية مجتمعية لا تعكرها هذه الأيام سوى استمرار العدوان السعودي الأمريكي على اليمن ومجازره المتنقلة من منطقة إلى أخرى.

وفي أيام الشعبانية تخلو المقايل من روادها لصالح عمران المساجد التي تظل عامرة منذ الظهيرة حتى أوقات الغروب بالمصلين والذاكرين, وتلاوة القرآن تصدح في أرجائها، ويقول الحاج أحمد مفلح: أجواء الشعبانية جميلة ورائعة وبقدر ما هي سنة نبوية مستحبة فقد صارت بالنسبة إلينا تقليدا توارثناه عن آبائنا وأجدادنا، وأواظب وعائلتي على صيام النصف من شعبان منذ صغري حيث كان الجميع في بيتنا وفي الحارة دون استثناء يصومون الشعبانية وتقام مجالس الأذكار، ولا تستطيع أن تفرق بين أجواء النصف من شعبان وأجواء رمضان بشيء, ولازال الأمر كذلك حتى اليوم.

وينسحب الاختلاف في العادات أيضاً على الأسواق التي تظل تستقبل ناسها حتى وقت متأخر لشراء احتياجات المائدة اليمنية، فيستمر باعة اللحوم في البيع حتى العصر، وكأن شهر رمضان المبارك قد حل.

مائدة الإفطار الشعباني لا تختلف عن مائدة رمضان، وتحرص غالبية الأسر على إحلال الجو الرمضاني على مائدة الإفطار الشعبانية من المقليات كالسمبوسة وحتى إطباق الحلوى الرمضانية، وكأنك تعيش رمضان فعلا.

وبنهاية الشعبانية تحل ليلة عظيمة لها مكانتها العظيمة في نفوس المسلمين ووردت حولها العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تذكر عظم هذه الليلة وفضلها، إنها ليلة النصف من شعبان التي يحييها الكثير من المؤمنين بالذكر والدعاء وقيام الليل وتلاوة القرآن، وفيها ورد الأثر من أحيا ليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.

ودعاء اليمنيين لربهم هذا العام بأن يثبت أقدام الأبطال من الجيش واللجان الشعبية في ميادين المواجهة مع العدوان السعودي الأمريكي، الذي ما ترك شائنة إلا و ارتكبها، ولم يسلم من إجرامه طفل ولا امرأة، و يمن عليهم بالنصر والتمكين، ويرفع عنهم الحصار الذي مس حياة الأبرياء بالضر.

 

 

دخول المستخدم
القائمة البريدية
استطلاع رأي
ما رأيك في موقع المجلس الزيدي
مجموع الأصوات : 0
صفحتنا على الفيسبوك
جميع الحقوق محفوظة 2024