قصيدة-ثورةُ النور.....للشاعر /صلاح محمد الشامي

قصيدة-ثورةُ النور.....للشاعر /صلاح محمد الشامي

ثورةُ النور

 

شعر /صلاح محمد الشامي

 

ثار زيدٌ حين صار الليل يلهو في البلاد

وغدا الحكمُ لأهلِ الجَورِ عسفاً واضطهاد

وتصدّى للهدى مستعبداً كل العباد

واعتدى ظلماً على مَن سارَ في دربِ الرشاد

    *    *    *

فانبرى سيفاً من النورِ على أهلِ العناد

ينشرُ العِلمَ ليُطوى الجهلُ بالوعيِ المُضاد

ويزكي كل نفسٍ تبتغي وجهَ السداد

ويعيدُ الناسَ للقرآنِ من بعدِ ابتعاد

بعدَ أن (فُسِّرَتِ) الآياتُ حسبَ الإجتهاد

حسبَ ما يرضاهُ حكمٌ جار في الناسِ وساد

فغدا الشرُّ هو الواقع والخيرُ اعتقاد

عربدَ البغيُ.. حكى أيامَ فرعونَ وعاد

وشرى الدينَ بدنيا شادَ فيها وأشاد

     *    *    *

فشكى الناسُ وضَجَّ الخلقُ من وقعِ الفساد

وأتوا (زيدَ) وقد لاحَ لهم فيهِ المُراد

وليتم اللَّهُ أمراً دونَهُ جمرُ القتاد

وإذا ما اسْتُلَّ صَمصامٌ فهيهاتَ يُعاد

خرج السِّبطُ حفيدُ السِّبطِ يدعو للجِلاد

حينَ لم يبقَ لدى العاذِرِ عُذرٌ يُستفاد

وتجلَّى فيهِ آلُ البيتِ عُشَّاقُ الجهاد

بعد أن أظهرَ نهجَ الآلِ ضحّى بالفؤاد

بذلَ النفسَ بدربِ المجدِ للحقِّ وجاد

كي تظلَّ الثورةُ الأسمى كإرثٍ يُستعاد

    *    *    *

ثورةُ السبطِ على الظلمِ بوعيٍ واتقاد

هي ما نحياهُ عِزّاً وشموخاً واعتداد

هي ما أبقى لنا التاريخُ من مجدٍ يُعاد

هي ما منهُ انبرتْ (مرّانُ) من غِمدِ السُّهاد

هي إرثٌ عَزَّ أنْ يَحكيهِ مَوروثُ بلاد

ثورةُ الحقِّ على الطغيانِ والعيشِ الحِداد

هي ما نفخرُ أنّا منهُ أحيينا الجهاد

هي ما يُسألُ عنهُ العبدُ في يومِ التَّناد

هي نفضُ الكاهلِ المُلقى بأعباءِ الفساد

هي عيشُ المَرْءِ حُرّاً بينَ عُبّادِ العِباد

   *    *    *

هي دينٌ

هي قرآنٌ وسيرة ..

هي أصداءُ مَسيرة..

هي شمسٌ في دُجى الكونِ مُنيرة..

هي ما أبقى لأهلِ اليمنِ الإيمانَ

وعياً وبصيرة..

هي هذي الثورةُ العُظمى

وقد أبدى لها العالمُ بالحربِ سعيرَه..

    *     *    *

ثورةُ الحقِّ على الظلمِ ستبقى

  قبساً ما بقيَ الليلُ

ودرباً يهتدي الحائرُ فيها..

إنها منهجُ (زيدٍ) و ( الحسين )..

هي دربُ السّالكين..

هي فِردَوسُ الحنين..

وهي الحريةُ القعساءُ في.

  زمنٍ من غيرِ أعرافٍ ودين

 

سوف نحياها لنبقى فوقَ هذي الأرضِ أحراراً

برغمِ المُعتدين..

سوف نبقى كالجبال..

أو سنمضي كالرجال..

ولنا العِبرةُ في ذكراكَ يا ( زيدُ )،

وفي ذكرى ( الحسين )..

يا وليَّ المؤمنين :

لم تزلْ ثورتُكَ الآنَ تُدَوّيْ في القلوبْ..

لم يزلْ وقعُ صداها

يملأُ الأرضَ شموخاً ويقين..

لم تزل حريةُ الثورةِ معراجاً

إلى أسمى سماواتِ الحنين..

لم يزلْ في كلِّ قلبٍ

دمُكَ الطاهرُ يجري..

كلُّ قلبٍ رافضٍ للذلِّ تجري

في ثناياهُ دِماك..

سوف تعتزُّ بنا يا ( زيدُ ) أنّا

قد خطَوْنا في خُطاك..

ومضينا في صداك..

نجبرُ الدنيا بأن ترنو إلينا

- رافعي رايةَ مجدِك..

- حاملي غايةَ نهجِك..

- صانعي الأمجادَ من عَزمِكَ للإسلامِ في عَصرٍ تأبَّى الوعيُ فيه..

وعليكَ الصلواتُ الطُّهرُ

يحويكَ من اللَّهِ السلام..

وسنبقى رافي هذا الشعار..

صرخةُ المظلومِ في وجهِ تتارِ العصرِ..

تباً للتتار..

آل صهيون ومن حالفهم

والموتُ سحقاً للتتار.

دخول المستخدم
القائمة البريدية
استطلاع رأي
ما رأيك في موقع المجلس الزيدي
مجموع الأصوات : 0
صفحتنا على الفيسبوك
جميع الحقوق محفوظة 2024