مقاتل الطالبيين .. أبو الفرج الأصفهاني (ت356 هـ/967م)

مقاتل الطالبيين .. أبو الفرج الأصفهاني (ت356 هـ/967م)

مقاتل الطالبيين

ترجم فيه أبو الفرج لمئات من شهداء الطالبيين، منذ عصر الرسول (ص) إلى الوقت الذي شرع فيه بتأليف كتابه، وهو (جمادى الأولى سنة 313هـ) سواء أكان المترجم له قتيل حرب أو صريع سم، أو ميتا في سجن أو هارباً من سلطان. ورتب كتابه على السياق الزمني، واقتصر على من كان نقي السيرة قويم المذهب، وأعرض عن ذكر من حاد عن مذاهب أسلافه، وكان مصرعه في سبيل أطماعه، على أنه ترجم لمن نحى منهم منحى سياسيا مقاوما للظالمين والطغاة.

كما هدف المؤلف إلى ترجمة وذكر تاريخ أئمة وعلماء الزيدية؛ ويقول بعض المؤرخين: وكأنه ألف هذا الكتاب في صعيد الدفاع عن مذهبه؛ مستدلين بتمجيده لعلماء وأئمة الزيدية من الطالبيين.

أهمية الكتاب وموقعه

لقد اكتسب كتاب المقاتل فيما بعد أهمية بالغة من قبل المؤلفين من حيث اعتمادهم عليه وكثرة نقلهم عنه، وذلك لجامعيته ودقّته في نقل الروايات.

ويتميز الكتاب أكثر حين يتضح لنا أن أكثر المؤلفين الذين اعتمد عليهم أبو الفرج في كتابه هذا، كان لهم كتب قيمّة وتتعلّق بحوثها بموضوع هذا الكتاب، لكنه لم يبق منها أثر، وما نقله كتاب المقاتل عنها هو ما بقي منها؛ وكان من أهم المصادر التي رجع إليها المؤلف بشكل كبير كتاب في أخبار خروج محمد بن عبد الله المعروف بالنفس الزكية وأخيه إبراهيم، تأليف ابن شبّة، وعنوانه: كتاب محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن. ويظهر أنه كان يختار من الروايات ما ينسجم مع اتجاهاته المذهبية.

كما اعتبر الشيخ المفيد، وابن الصوفي، وابن عنبه وكذلك مؤلفو الزيدية ممن هم على مذهب المؤلف- ومن المهتمين بجمع الروايات التي تخص أئمتهم وعلماءهم - أنّ كتاب المقاتل من المصادر الرئيسية المهمة.

أما مؤلفه فهو:

أبو الفرج علي بن الحسين الأموي القرشي الأصفهاني يرجع نسبه لبني أمية (ت 14 ذو الحجة 356 هـ/20 نوفمبر 967م) من أدباء العرب، صاحب كتاب الأغاني، وجده مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية؛ وهو أصفهاني المولد بغدادي المنشأ، كان من أعيان أدبائها ومصنفيها، وروى عن كثير من العلماء، وكان عالِماً بأيام الناس والأنساب والسير، وله أشعار كثيرة.

قال فيه السيد العلامة الحجة مجد الدين المؤيدي: "العالمُ الموالي أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين الأموي المرواني، صاحب كتاب مقاتل الطالبيين الكبير والصغير، والأغاني، المتوفى عام ستة وخمسين وثلاثمائة، وهو ممن هداه الله تعالى من الشجرة، لولاية العترة المطهرة، روى عنه السيد الإمام أبو العباس الحسني (ع) وغيره، خرج له الإمامان المؤيد بالله، وأبو طالب، والإمام المنصور بالله (عبدالله بن حمزة) (ع). ووثقه وأثنى عليه في الشافي. وخالف الذهبي فيه مذهبه فأثنى عليه في النبلاء. وقال: لابأس به. قلت: ولعله شفع فيه نسبه".

ملف: 
القسم: 
دخول المستخدم
القائمة البريدية
استطلاع رأي
ما رأيك في موقع المجلس الزيدي
مجموع الأصوات : 0
صفحتنا على الفيسبوك
جميع الحقوق محفوظة 2024