شاهد أمام مجلس الأمن: رأيت الجوع والموت بعيني في الحديدة المدمرة

شاهد أمام مجلس الأمن: رأيت الجوع والموت بعيني في الحديدة المدمرة

ترجمة: نشوى الرازحي - *المراسل نت

موقع راديو شمال ألمانيا الرسمي “تاجس شاو”

 

الأطفال غير قادرين حتى على البكاء. والأمهات خائرات القوى، وغير قادرات على المساعدة. هذه هي يوميات حرب اليمن المنسية. تواجد أحد موظفي برنامج الأغذية العالمي هناك ورسم لمجلس الأمن الدولي صورة مظلمة عن الجوع واليأس.

يعمل مهند هادي منذ 25 عاما لدى برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة. لقد رأى الجوع والموت بعينيه. ورأى سوء التغذية. ولكن بعد رحلة استغرقت سبعة أيام إلى اليمن، زار فيها إحدى المستشفيات في مدينة الحديدة المدمرة، عاد إلى مجلس الأمن الدولي في نيويورك وقال: “لقد رأيت أطفالا وصورا لن أنساها أبدا.”

قتل منذ 2015 في اليمن حوالي 10 آلاف طفل: بسبب الأمراض التي لا يمكن الوقاية منها وعدم وجود اللقاحات للأمراض التي سببها سوء التغذية. حياة ما يقرب من 370 ألف طفلا دون سن الخامسة مهددة في الوقت الحالي وبشدة بسبب الجوع. ليس بسبب الجفاف ولا بسبب الطبيعة ولكن بسبب البؤس الذي اقترفته يد الإنسان في الحرب المستمرة منذ 19 شهرا. ووسط هذا كله، يقف برنامج الأغذية العالمي عاجزاً. ” لم أعرف على من أشفق، على طفل يعاني من سوء التغذية على سرير المستشفى، هزيلا جدا ومتعب لدرجة أنه غير قادر على البكاء. أو على الأم الجائعة جدا والمرهقة لدرجة أنها غير قادرة على مساعدة طفلها.”

80 بالمائة من الناس بحاجة للمساعدة:

الحرب مستمرة منذ 19 شهرا. قوات التحالف العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية تقصف البلد من الجو. فمؤخرا، قتل ما لا يقل عن 60 شخصا في غارة جوية على أحد السجون في محافظة الحديدة. وفي بداية شهر أكتوبر الماضي، قتل 140 شخصا في غارة جوية على تجمع عزاء. وإجمالا، قتل 10 آلاف شخصا، منذ نهاية العام 2014. وجرح أكثر من 35 ألفا. ويعتمد 80 بالمائة من السكان على المساعدات الخارجية.

قال مهند هادي وهو ينظر إلى قاعة مجلس الأمن:” يعاني الأطفال من الجوع. الجوع محفور على عيونهم ووجوههم.” لم يؤذه ذلك بصفته أحد رجال الإغاثة الإنسانية فقط بل ولأنه أب بالدرجة الأولى. لقد نظر إلى وجوه اليمنيين ونقل رسالته إلى مجلس الأمن الدولي: لقد انهارت الدولة اليمنية، وبات يعتقد الناس هناك أنهم سيموتون لوحدهم دون أن يكترث لهم العالم.

دخول المستخدم
القائمة البريدية
استطلاع رأي
ما رأيك في موقع المجلس الزيدي
مجموع الأصوات : 0
صفحتنا على الفيسبوك
جميع الحقوق محفوظة 2024