أسرار المواقف الأمريكية مؤخرا: ماذا تخبئ واشنطن من مفاجآت سيئة للسعودية؟

أسرار المواقف الأمريكية مؤخرا: ماذا تخبئ واشنطن من مفاجآت سيئة للسعودية؟

*المراسل نت

 

خلال 24 ساعة مضت صدرت ثلاثة مواقف أمريكية بارزة ضد السعودية التي تقود الحملة العسكرية على اليمن، وفسرت كثير من التقارير والتصريحات تلك المواقف بسبب تصاعد العمليات العسكرية وسقوط العشرات من المدنيين وهو ما دفع بواشنطن لاتخاذ تلك المواقف للتبرؤ من تلك الجرائم، وهل هل يمكن أن يكون هذا هو السبب بالفعل؟

القول بان واشنطن تخشى من المسؤولية تجاه سقوط المدنيين في اليمن وتقع تحت ضغط كبير من المنظمات الحقوقية، قد لا يكون قولاً صائبا، لأن الولايات المتحدة غزت العراق عام 2003 وقتلت مئات الالاف في حرب لم يصوت عليها مجلس الأمن ولكن واشنطن لم تأبه لأصوات المنظمات او مظاهرات واحتجاجات شعبها ولم تلتفت لأصوات المنظمات الحقوقية والأمر ينطبق اليوم على عملياتها ضمن الناتو في ليبيا منذ 2011 وتدخلها في سوريا.

فريق آخر يرى أن واشنطن اتخذت المواقف المتسارعة بالتزامن مع وقوع السعودية في مأزق عسكري بمواجهة الجيش اليمني والحوثيين في حدودها خصوصا في نجران، وأن الولايات المتحدة “كعادتها” تعتبر أن توريط السعودية في حرب تمثل مصلحة لواشنطن أكثر من السعودية يحقق للأولى عدة أهداف أهمها تحويل الصراع في الحدود السعودية إلى حرب من أجل استعادة أراضي يمنية تحتلها الرياض (نجران وجيزان وعسير) وخلق قضية أخرى شرق السعودية ذات طابع ديني تمهيدا لتقسيم السعودية التي ستكون منهكة في الحرب.

من جانب أخرى يمثل استمرار الحرب بالنسبة لواشنطن سوقا مربحة للأسلحة وكذلك اشغال لشمال اليمن في الصراع وترك ساحة الجنوب للتمدد الأمريكي حيث أعلنت واشنطن مؤخرا مضاعفة عدد قواتها في اليمن.

 

ويمكن تلخيص المواقف الامريكية ضد السعودية خلال الساعات الماضية على النحو التالي:

أولا إعلان الولايات المتحدة سحب مستشارين عسكريين شاركوا في تنسيق الغارات على اليمن سواء من المتواجدين في الرياض او مواقع أخرى.

وبحسب وكالة رويترز قال اللفتنانت ايان ماكونهي المتحدث باسم سلاح البحرية الأمريكية في البحرين لرويترز إن أقل من خمسة عسكريين أمريكيين يعملون حاليا كامل الوقت في “خلية التخطيط المشترك” التي أنشئت العام الماضي لتنسيق الدعم الأمريكي بما في ذلك إعادة تزويد طائرات التحالف بالوقود في الجو والتبادل المحدود لمعلومات المخابرات.

وأوضح المتحدث إن هذا العدد يقل كثيرا عن عدد العسكريين الذي بلغ في ذروته نحو 45 فردا جرى تخصيصهم كامل الوقت في الرياض ومواقع أخرى.

ونقلت الوكالة عن مسؤولين أمريكيين إن تقليص عدد المستشارين العسكريين لا يرتبط بالمخاوف الدولية المتزايدة بشأن الضحايا المدنيين في الحرب اليمنية المستعرة منذ 16 شهرا والتي أدت إلى مقتل نحو 6500 شخص نصفهم مدنيون.

ثانيا جاء المواقف الأمريكي التالي بعد ساعات من اعلان سحب القوات من الرياض وهذه المرة عبر وزارة الدفاع (البنتاغون) التي قالت أن دعمها للسعودية في اليمن ليس شيكا على بياض.

وبرغم أنه لم يدخل سحب القوات الأمريكية حيز التأثير على العمليات العسكرية السعودية ضد اليمن إلا أن البنتاغون وبعد ساعات استثمر قرار سحب المشاركين من قوات واشنطن في عاصفة الحزم وقال أن الدعم الأمريكي للسعودية اصبح متواضعا.

وزارة الدفاع الامريكية أصدرت بيانا نشرته شبكة CNN  الامريكية يقول ان الدعم الأمريكي للمملكة العربية السعودية في حرب اليمن أصبح متواضعا بعد تصاعد القتال مجددا في الفترة الأخيرة.

وقال المتحدث باسم البنتاغون آدم ستامب، في بيان، إن “فريق خلية التخطيط المشترك الذي كان في السعودية انتقل إلى البحرين من أجل استفادة أفضل”، وأضاف: “دعم الولايات المتحدة للتحالف الذي تقوده السعودية يعتمد على سياستنا في تعزيز الأمن الإقليمي ومساعدة الشركاء في الدفاع عن أنفسهم”.

وأضاف إن “التعاون الذي نقدمه للسعودية منذ تصاعد القتال من جديد متواضع وليس شيكا على بياض. ولم يقدم العسكريون الأمريكيون في أي مرحلة موافقة صريحة أو ضمنية لاختيار الأهداف أو متابعتها”.

وأتابع قائلا: “حتى مع مساعدتنا للسعوديين فيما يتعلق بوحدة أراضيهم فهذا لا يعني أننا سنحجم عن إبداء قلقنا بشأن الحرب في اليمن وكيفية شنها”، وتابع: “خلال مناقشاتنا مع التحالف الذي تقوده السعودية أكدنا على ضرورة تقليل عدد الضحايا المدنيين”.

ثالثا، استغلت وزارة الخارجية الامريكية اتهامات السيناتور كريس مورفي لواشنطن بالمسؤولية عن مقتل كل مدني في اليمن لتزويدها السعودية بالأسلحة، ورد نائب وزير الخارجية جون كيربي مدافعا عن بلاده وحمل السعودية ضمنيا المسؤولية.

السيناتور الأمريكي كريس مورفي قال في مقابلة تلفزيونية على شبكة الـ CNN الأمريكية أن هناك بصمة لبلاده في كل حياة يفقدها المدنيين في اليمن جراء الحرب.

وبرر مورفي اتهامه لبلاده بالقول أنه “ورغم أن السعودية هي من تلقي القنابل من طائراتها فهم لا يستطيعون القيام بذلك دون الولايات المتحدة الأمريكية، فهي ذخيرتنا وبيعت للسعوديين وتقوم طائراتنا بتزويد المقاتلات السعودية وبالوقود جوا، إلى جانب أن استخباراتنا تقوم بمساعدة المملكة وتقديم خارطة للأهداف.”

من جانبه تظاهر نائب وزير الخارجية جون كيبربي بالدفاع عن السعودية إلا أنه دفاعه حملها ضمنيا المسؤولية وبرأ بلاده من ذلك عندما قال “لقد أطلعنا السعودية على الأمور التي تثير قلقنا وفي العديد من المرات حول ضحايا مدنيين في اليمن ونلاحظ أنهم (السعوديون) قاموا بإجراء تحقيق في سقوط ضحايا من المدنيين وهم مستمرون بذلك، ونحن نأخذ ذلك على درجة عالية من الجدية”.

واضاف أنه ورغم علقة بلاده القوية مع السعودية في مجال الدفاع إلا أنها تبلغ الرياض قلقها من سقوط المدنيين مؤكدا أن واشنطن لا تتردد من ايصال قلقها للرياض.

لم تتوقف الخطوات الامريكية ضد السعودية خلال الساعات الماضية فقد طالب رئيس الكونجرس قبل أيام بوقف تزويد السعودية بالأسلحة بسبب سجلها السيء في مجال حقوق الانسان على خلفية موافقة البنتاغون على صفقة أسلحة للرياض بقيمة 1.15 مليار دولار.

صحيفة نيويورك تايمز خصصت قبل يومين افتتاحيتها بمطالبة واشنطن بوقف دعم السعودية واتهام الولايات المتحدة بالشراكة في مجازر اليمن مع السعودية.

الصحيفة الامريكية عنونت افتتاحيتها الخميس 18اغسطس/آب بالقول “الولايات المتحدة متواطئة في مجازر اليمن” مشيرة إلى عدة جوانب من التورط الامريكي في اليمن أهمها استمرار تزويد السعودية بالأسلحة.

واشارت الصحيفة إلى الغارات التي استهدفت مستشفى تابعا لمنظمة اطباء بلاحدود في محافظة حجة واستهداف احد المصانع في العاصمة صنعاء قائلة أنها خلفت أكثر من 40 قتيلا من المدنيين.

وقالت الصحيفة أن الولايات المتحدة متورطة في تلك المجازر لعدة أسباب.

وتعدد الصحيفة أسباب إدانة الولايات المتحدة بمجازر اليمن منها تمكين التحالف في نواح كثيرة بما فيها بيع الأسلحة للسعوديين.

ووجهت الصحيفة نداءين الأول للكونجرس الأمريكي تطالبه فيه بوقف بيع الاسلحة للسعودية ووضع حد ذلك والنداء الاخر للرئيس الامريكي باراك اوباما تؤكد أن عليه إبلاغ السعودية “أن الولايات المتحدة ستسحب المساعدات الحاسمة إذا لم تتوقف عن استهداف المدنيين وتوافق على التفاوض من أجل السلام في اليمن”

دخول المستخدم
القائمة البريدية
استطلاع رأي
ما رأيك في موقع المجلس الزيدي
مجموع الأصوات : 0
صفحتنا على الفيسبوك
جميع الحقوق محفوظة 2024