بيان ملتقى التصوف الإسلامي بشأن التفجيرات الانتحارية في مسجدي بدر والحشوش

بيان ملتقى التصوف الإسلامي بشأن التفجيرات الانتحارية في مسجدي بدر والحشوش

بيان صادر عن ملتقى التصوف الإسلامي بشأن التفجيرات الانتحارية في مسجدي البدر والحشحوش

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رافع منازل الشهداء اعلى عليين ,القائل ( وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ). والصلاة والسلام على رسول السلام سيدنا محمد وآله الكرام . وبعد : فقد آلمنا في ملتقى التصوف الإسلامي ذلك الحادث الإجرامي البشع ,الذي وقع ظهيرة هذا اليوم , والمتمثل بأشنع جريمة عرفتها الديار اليمنية , بتفجير مسجدي بدر والحشوش أثناء تأدية المصلين لصلاة الجمعة , لتودي تلكم الجريمة الإرهابية باستشهاد أكثر من 100 شهيد و 300 جريح من المصلين الذين كانوا في المسجد , من ابرزهم الدكتور العلامة المرتضى المحطوري , علامة اليمن ورجل المواقف الثابتة في نصرة الشعب ومقارعة الظالمين والذي كانت لكلماته أصداء أفزعت الطغاة , ولعباراته زلازل خرت منها شرفات الفساد والمفسدين نهابي ثروات الوطن تحت أقدام شعبنا اليمني الحر في يوم 21 من سبتمبر 2014م. لم ترهبه سجون المستبدين , ولا تهديدات المتسلطين , لأنه اختار المسير في درب الحسين عليه السلام , درب الجهاد والتضحية والبطولة ,لتنتهي مسيرته النضالية بتقديم روحه قربان فداء لهذا الوطن . لقد أبان ذلك العمل الإرهابي قبح ووحشية تلكم الجماعات التكفيرية التي تقف خلف التفجير والجهات الداعمة لها , والتي لم تراعي حرمة المكان ولا حرمة الزمان وحرمة المصلين ضيوف الرحمان . لتنكشف حقيقة تلكم الجماعات التكفيرية التي لا تمتلك في قلبها ذرة إيمان أو إنسانية , وإنما هي وحوش بشرية لا صلة لها بالإسلام التي تتستر به والذي يبرأ منها ومن جرائمها الشنيعة التي يندى لها الجبين ,والتي ما هي إلا أجندة استعمارية يعمل على تنفيذها هؤلاء المتطرفون التكفيريون ,والتي يُراد من خلالها إرهاب الأمة عن قول كلمة الحق ومواجهة الظلم والفساد والقبول بحياة الخنوع والذل وإيقاف مسيرة الشعوب التي تنشد تحقيق الدولة العادلة , وكذلك إرهاب المسلمين عن إرتياد المساجد التي هي شعاع النور , الذي منه يتزود منه المسلمون بما يحتاجونه من طاقة روحية وإيمانية تمكنهم من مواجهة الحياة بعزيمة إيمانية صادقة , من خلال تلكم العمليات الإرهابية التي تبعث الفزع في قلوب المسلمين كي تُهجر المساجد وحلقات العلم والذكر . ولكن هيهات لهم أن تتحقق أمانيهم الشيطانية , فمسيرة الحق مهرها الدماء ,وثمرتها الانتصارات بأذن الله . فمن عشق الحسين وتعلق به وجعل منه محل تعلقه واقتدائه , لا يمكن للزلازل الشديدة أن تثنيه عن مسيره في درب الله , فمن نذر نفسه للحق فحياته لله ومماته في سبيل الله . إن هذه الجريمة النكراء جاءت لتذكرنا بجريمة مشابهة لها تحل ذكراها الثالثة يوم غد وهي ذكرى استشهاد الإمام العلامة محمد سعيد رمضان البوطي ,في مسجد الإيمان وهو يفسر كلام الله , لتؤكد لنا بان المجرم واحد وان المشروع الاستعماري واحد , وان أذناب المستعمر في الشام هم نفسهم في اليمن ,وكما سقط ذلك المشروع الاستعماري في بلاد الشام سيسقط في اليمن ,وكما كانت دماء الشيخ البوطي حبر الانتصارات هناك ,ستكون دماء الشيخ المحطوري الحبر الذي سيخط ملامح العهد المحمدي القادم , الذي ستسقط تحت هول صيحاته مؤامرات المتآمرين , لتستكمل ثورتنا المباركة تحقيق أهدافها المنشودة . وختاما :نحن هنا إذ نعزي أنفسنا وشعبنا اليمني و امتنا الإسلامية بفقيد اليمن وعلامتها الشيخ المرتضى المحطوري والقاضي عبدالملك المروني وكل من سقط شهيدا سواء من آل الجنيد ومن غيرهم ...ونعزي أيضا باغتيال فارس الكلمة الشجاعة الأستاذ عبدالكريم الخيواني والذي كان ثورة بمفرده . فإننا ندعوا مجددا قيادة الثورة الشعبية لتحمل مسؤوليتها الكاملة , لوقف نزيف هذا الدم الطاهر , من دون انتظار لنتائج الحوارات العقيمة الطويلة ,والتي ما نراها إلا محاولة من بعض القوى السياسية المتضررة من ثورة الشعب , لإضاعة الوقت فقط , كي يتسنى لهم الانزلاق بالوطن في مستنقعات الفوضى , فالوقت كالسيف . وذلك باستكمال البنية الأساسية للدولة ,وفق الإعلان الدستوري المعلن . وكذلك المضي قُدماً في سبيل اجتثاث هذا الفكر الوحشي الوهابي من منابعه , وبتر أياديه الخبيثة العابثة بأمن هذا الوطن , و التي تستهدف رجال الفكر والمعرفة ,والتي فاضت مآسيها اليوم بهذا العمل الجبان ,فمسلسل الدم لن يتوقف إلا ببتر تلكم الأيدي الآثمة . وكذلك تقديم كل من يقف في خندق مؤازرة هذا الفكر سياسيا وإعلاميا وماليا إلى العدالة لينالوا جزائهم الرادع جراء رعايتهم لهذا الفكر الخبيث .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صادر عن ملتقى التصوف الإسلامي

29 جماد أول 1436 هجرية الموافق 20 مارس 2015م

دخول المستخدم
القائمة البريدية
استطلاع رأي
ما رأيك في موقع المجلس الزيدي
مجموع الأصوات : 0
صفحتنا على الفيسبوك
جميع الحقوق محفوظة 2024