تشجيع الاستقرار في الأرياف… ضرورة ملحة للتنمية الزراعية ” 1 “

تشجيع الاستقرار في الأرياف… ضرورة ملحة للتنمية الزراعية ” 1 “

إعداد، أحمد يحيى الديلمي

يكشف الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه” عن الخطط الخبيثة لليهود تجاه الأُمَّة، والمعروف عنهم بأنهم لا يودّون أي خير لهذه الأُمَّة، حيث يُبيِّن أن اليهود يسعون إلى أن تنهض المدن فقط، من أجل أن يترك النَّاس الأرياف، ويتجهون إلى المدن، وأن هذه خطة مقصودة من خطط اليهود، من أجل أن يزدحم النَّاس في المدن، والذي يؤدي إلى تعطّل الأرياف، وترك الزراعة فيها، حيث يقول:

“…ونحن نزور في إيران متجهين إلى منطقة في شمال إيران اسمها (آمُل) ومعنا أشخاص إيرانيين ونحن نرى الكهرباء وكل الخدمات أمامك للقرى، – ألسنا هنا نطالب لمنطقة بأكملها ويعطونا مشروعاً واحداً فقط بعد ست سنين سبع سنين من المتابعة – هناك هم ينزلون بأنفسهم إلى القرى ليوفروا لكل قرية الخدمات التي تحتاجها: صحة وكهرباء ومياه ومدارس وطرقات كلها متوفرة، واهتمام بالمزارعين، قلنا لماذا؟.

قالوا: نريد أن يتوفر لأهل الأرياف كما يتوفر لأهل المدن فيظلوا في بيوتهم متوفر لهم كل أسباب الحياة، فيهتمون بالزراعة ويهتمون بكل شيء ويعيشون كما يعيش الآخرون؛ ولأننا بهذا العمل نواجه خطة خبيثة لليهود هم يحاولون أن تنهض المدن فقط, أن تنهض المدن من أجل أن يفلّت الناس الأرياف ويتجهوا إلى المدن وهذا هو ما يحصل، لاحظ صنعاء قبل عشر سنوات، الآن ادخل صنعاء ترى أحياء كثيرة تُبنى بطريقة عشوائية، وذا من [أرحب] وذا من [ريمة] وذا من [صعدة] وذا من [تعز] وذا من [حجة] زحمة مهاجرين من الأرياف إليها قالوا: أن هذه خطة مقصودة من خطط اليهود الغربيين من أجل أن يزدحم الناس في المدن، وازدحام الناس في المدن سيعطل الأرياف، وهي المساحات الكبرى في الشعوب فتتعطل الزراعة ويتعطل كل شيء”.

 ويُبيِّن الشهيد القائد كيف واجه الشعب الإيراني هذه المخططات الخبيثة لليهود، وذلك من خلال الاهتمام الكبير جداً بالأرياف، وتوفير جميع الخدمات التي تحتاجها من صحة، وكهرباء، ومياه، ومدارس، وطرقات، وتوفير كل أسباب الحياة، بالإضافة إلى الاهتمام بالمزارعين، لكي يظل سكان الأرياف في بيوتهم، فيهتمون بالزراعة، حيث يقول:

“تذكرت عندما قال لنا – ونحن نذهب في رحلة في شمال إيران – أحد الإخوة الإيرانيين: إنهم يهتمون جداً بالأرياف؛ لأن الغربيين يريدون أن يبقى الناس في الأرياف لا تتوفر لهم الخدمات، لا تتوفر لهم وسائل الحياة التي يتمتع بها أهل المدن، فيهاجرون إلى المدن، فيشكلون أو يصبح بواسطتهم مشاكل كثيرة تحصل: اقتصادية، وبيئية، وأخلاقية، وتصبح المدن مظاهرها فاسدة. فاهتموا فعلاً هناك أن يوفروا للقرى الكثير من الخدمات، لكننا هنا نحن في هذا البلد وفي شعوب أخرى تجد الأرياف ليس لديها إلا البسيط، البسيط من الخدمات. فبيد من يصنع هذا؟ بيد من ترسم هذه الخطط؟.

هم اليهود الذين يمتلكون – كما قلنا أكثر من مرة – خبرة بالسنن الإلهية، وبالسنن الإنسانية.. {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}(النحل:112)”.

 وفي سياق ذلك، يُبيِّن الشهيد القائد السلبيات الكثيرة جداً، نتيجة الهجرة من الأرياف الى المدن، حيث يقول:

“ثم عندما يتجهون إلى المدن بحثاً عن ماذا؟ يريدوا [معنا كهرباء ومعنا تلفون, ومستشفى قريب] أليس هكذا بحثاً عن الخدمات؟. طيب ما الذي يحصل في المدن؟.

 في المدن يتجمع الناس بأعداد كبيرة ولا يكون بينهم أي علاقات ولا روابط، بيت عند بيت ولا أحد يلتفت إلى أحد، ولا أحد يسأل عن أحد، شقة فيها ناس وشقة فيها ناس آخرين وشقة هنا.. لا يتعارفون في الغالب، ولا يدري هذا من أين هذا، ولا لهذا علاقة بهذا، فيتجمع المسلمون تجمعات تتفكك بينهم كل العلاقات الأخوية والإسلامية، ويتجمعوا في تجمعات ثم يبدأ الفساد ينتشر داخل المدن بهذه الأعداد الهائلة التي تتوافد, تتوافد بأعداد كبيرة بدون تنظيم وبدون رعاية وبدون اهتمام فيظهر الفساد الكبير داخل المدن، فساد في الحياة العامة، فساد في الأخلاق، فساد في كل شيء يعيشون هناك فيروا لازم يبحث كيف يدخل، لأن المدينة تتطلب حياة أخرى تريد فلوس كثيرة، يبحث له عن وظيفة بأي طريقة، متى ما توظف أصبح مختلساً؛ لأنه يريد فلوس كثيرة، أليس هو هنا يضحي بأخلاقه، ويضحي بدينه من أجل محاولة إشباع متطلبات الحياة في المدينة؟. لكن يوم كان في الريف كانت عنده مزرعة، وعنده كثير من الخضراوات التي يزرعها، ومعه بقر ومعه دجاج ومعه أغنام… أشياء كثيرة تتوفر له فيبقى محافظاً على نزاهته، على دينه، على أمانته، على قيمه. لكن في المدينة يفقد هذه كلها ويصبح همه الفلوس، لا يوجد هنا أي شيء والمدينة كما يقولون (صنعاء شمسها بفلوس).إذا وُفرت الخدمات في الأرياف تفادينا كل هذا. وفعلاً لم توفر الخدمات حتى في المدن دع عنك الأرياف”.

 ويُضيف بالقول:

“يقول الله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} (النحل:112). لماذا كفرت بأنعم الله؟ هم كانوا يتقلبون داخل مدينتهم في نعم كثيرة حاجاتهم متوفرة {يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ} أي واحد منهم يمكن أن يعمل له أي عمل فيدر عليه دخلاً كبيراً, يبحث عن حاجاته فيراها كلها بين يديه تتوفر، والحياة في المدينة فعلاً تكون على هذا النحو لكنها تكون خطيرة. حياة المدينة هي خطيرة جداً فمظهر كفر النعم الجماعي يأتي من داخل المدن فتكون العاقبة هكذا {فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}؛ لأنهم نسوا أن يتذكروا تلك النعم العظيمة التي هم فيها من سهولة المعيشة، سهولة الحصول على الرزق، توفر الحاجات، تأتي المدينة من القرى، من الأرياف، من البلدان الأخرى.

وربما – والله أعلم – أن اليهود يعرفون هذه القضية؛ فلهذا يعملون على أن تظل الأرياف في مختلف الشعوب الإسلامية أريافاً تفتقر إلى الكثير من خدمات الحياة, قد تكون الحياة فيها صعبة؛ ليهاجر الناس نحو المدن، فيتجمعون هناك بأعداد كبيرة لا ضابط لها، ليس هناك من يوجهها ويرشدها، ليس هناك من يرعاها، بل العكس ترى هناك مظاهر الفساد، ترى هناك وسائل الإضلال فتؤدي بتلك المجاميع التي كانت تشكر الله هنا وهي في قراها، عندما كانت تحصل على رزقها مما بين أيديهم، يكون لديهم الحيوانات، أبقار وأغنام وغيرها من الحيوانات ولديهم مزارع، ويشتغلون فيها، ويحيون حياة تجعلهم يحافظون على دينهم، وعلى قيمهم، لكن يرون مظاهر الحياة الأخرى تتطور، وتهملهم الدولة فلا كهرباء، ولا مياه، ولا مراكز صحية، ولا مدارس، ولا تلفون، ولا خطوط، ولا أشياء كثيرة يفقدونها فينطلقون نحو المدن بأعداد كبيرة.

وهناك يتجمعون أعداداً تنسى الله، أعداداً تكفر بنعمه، فأعداد كهذه هي ذابت فعلاً ذابت في حياتها الإيمانية، ذاب في نفوسها الإيمان، وتضاءلت القيم، حتى تلك القيم التي كانت عربية تتمتع بها في قراها، تضاءلت وأصبحت منسية، أمة كهذه هل يمكن أن تحظى برعاية من الله؟. لا يرعاها.

مجاميع كهذه من المسلمين إنما تجمعت في شبكات للصيد تصبح فريسة في أيدي اليهود، تصبح فعلاً فريسة في أيدي اليهود؛ لأن كل فساد هو في خدمة اليهود، والمدن هي من أسرع المناطق في الشعوب إلى الفساد والإفساد، حتى الأرياف نفسها لا تفسد إلا بعد أن يصل إليها الفساد من المدن”.

المصدر //موقع انصار الله الرسمي 

دخول المستخدم
القائمة البريدية
استطلاع رأي
ما رأيك في موقع المجلس الزيدي
مجموع الأصوات : 0
صفحتنا على الفيسبوك
جميع الحقوق محفوظة 2024