قصيدة - صعدة ..رمانة وروح .....للشاعر نبيل القانص

قصيدة - صعدة ..رمانة وروح .....للشاعر نبيل القانص

صعدة ..رمانة وروح

 

الشاعر نبيل القانص

ــــــــــــــــ

لِمَن سيزورُ المدينة

أتركُ رمانةً

و مخيلةً للمُحَلِّقِ قُربَ مواجدِها

و سلاماً بكل اللغات التي احتَرَقَتْ..،

هيَ لمْ تشتكِ من شظايا السوادِ

التي ثَقَبَتْ روحها الأبدية..

لم يَنكَسرْ نَفَسُ اللهِ فيها ..

و لم تختنقْ بغبارِ العواصِفِ ..،

ثمة طيرٌ يُقاسِمُها أنَّةً ..

و يمدُّ لها غَزَلاً ناعماً

مثل غيمٍ و ظِل .

لمن سيزورُ المدينةَ

حزنٌ من الدَّمِ و الطينِ

بعدَ الدَّوِيِّ المُحَرَّمِ ..،

قطعةُ أرضٍ سماويةٍ

لحضورٍ يُطيلُ التأمُّلَ ..،

أطلالُ مزرعةٍ

و مقابرُ تَعرِفُ زوارها من بعيدٍ

و تعرِفُ أرملةً لشهيدٍ

تَصُبُّ على قبرهِ دَمْعَها

و تقولُ:

هنيئاً .. هنيئاً ..

لقد نِلْتَها مَرَّتين .

و كلُّ انتظارٍ .. عميقٌ كجُرحٍ

و كلُّ انتظارٍ .. رجاءُ الهديلِ المُعَطَّرِ

وجهُ الحنانِ الأمومي

يخجَلُ مِنْ طِفلةٍ

في الركامِ .. تُنَوِّمُ دُمْيَتَها بالأغاني ..

تُحَدِّثُ نَجْمَتَها :

سيعودُ أبي مِنْ وراءِ السِّياجِ

لِيَحْضِنَني

أو لأحضِنَهُ

و أزُفَّ لهُ آخِرَ الأُمنيات .

 

دخول المستخدم
القائمة البريدية
استطلاع رأي
ما رأيك في موقع المجلس الزيدي
مجموع الأصوات : 0
صفحتنا على الفيسبوك
جميع الحقوق محفوظة 2024