المجالس الإسلامية اليمنية تدين جريمة قتل أطفال ضحيان، وتستنكر صمت المسلمين والمجتمع الدولي
المجالس الإسلامية اليمنية تدين جريمة قتل أطفال ضحيان، وتستغرب صمت المسلمين والمجتمع الدولي
أدان المجلس الزيدي الإسلامي والمجلس الشافعي الإسلامي والمجلس الصوفي الإسلامي جريمة قتل أطفال مدينة ضحيان، وجرائم العدوان بحق الأسرى، وحملت مسؤولية تلك الجرائم أمريكا، وقد تلقى الموقع نسخة من بيان المجالس اليمنية، وإليكم نصه:
"بيان المجالس الإسلامية اليمنية بشأن مجزرة أطفال ضحيان، وجرائم أمريكا في المنطقة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله القائل: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) [البقرة:120]، وصلِّ اللهم وسلِّم على سيدنا محمد وعل أهل بيته الطاهرين، القائل: (الإيمان يمانِ، ورأسُ الكفر من ها هنا)، وأشار بيده إلى نجد، والتي ذكر صلى الله عليه وآله وسلم أن منها (يَطْلُع قرنُ الشيطان، وبها الفسادُ والزلازلُ والفتن)، وبعد،،
تابعت المجالس الإسلامية اليمنية (المجلس الزيدي الإسلامي، والمجلس الشافعي الإسلامي، والمجلس الصوفي الإسلامي) تطوراتِ الإجرام الدولي المستمر بحق الشعب اليمني وشعوب المسلمين، وأصدرت هذا البيان، صرخةً لإيقاظِ المسلمين، وتذكرة للمؤمنين، لعلهم يتذكرون أن هنا شعبا يبادُ منذ أربعة أعوام، في ظل تواطؤٍ أممي سافر، ليس له مثيل في تاريخ البشرية المعاصر، فيدركون تبعات سكوتهم عن هذه الجرائم في الدنيا والآخرة.
أولا: في الوقت الذي تعزي فيه المجالس الإسلامية اليمنية الشعبَ اليمني المسلم وقيادته ودولته في ضحايا العدوان السعودي الأمريكي عموما، وعلى رأسهم أهالي مجزرة الأطفال اليوم، فإنها تدين تلك الجريمة البشعة، حيث استهدف العدوان السعودي الأمريكي حافلة الطلاب الأطفال اليومَ الخميس الموافق 9 أغسطس 2018م، أثناء مرورها في سوق شعبي بمدينة ضحيان شمال اليمن، والتي راح ضحيتها 50 شهيدا، و 77 جريحا، في حصيلة غير نهائية، وتعتَبِرُ المجالس تلك المجزرة البشعةَ مع مئات المجازر التي سبقتها وصمةَ عار في تاريخ البشرية عموما، وفي تاريخ المسلمين والعرب خصوصا، والمعروف أن الإسلام يُلْزِم المنتمين إليه بإنكار المنكر والفساد، ومعلوم أن هذه المجازر هي أكبر إفساد وأعظم منكر في الأرض.
ثانيا: تدين المجالس اليمنية جريمة استهداف العدوان لقافلة المشيعين لأحد شهداء اليمن في وادي فلة، محافظة صعدة، وراح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى، وهو استمرار للصلف والوحشية والغطرسة، واستمرارٌ لمخالفة الأعراف والقوانين الدولية والشرائع السماوية.
ثالثا: تعتَبِرُ المجالسُ اليمنية أن هذه الجريمة أمريكية بامتياز، حيث جاءت مباشرة بعد صدور بيان خارجية أمريكا بالأمس، والذي يزعُم أن لمملكة قرن الشيطان الحقَّ في "القضاء على اللاعبين السيئين" في اليمن، بما يؤكِّد أن الشيطانَ الأكبر (أمريكا) قد جدّد إصدارَ أوامرِه إلى أدواته (قرن الشيطان) لارتكاب هذه الجرائم البشعة ضد المدنيين والأطفال والنساء، لأنهم كما يزعم بيانه (لاعبون سيئون).
رابعا: ليس هناك أبشع من هذه الجرائم المستمرة منذ أربعة أعوام إلا التغطية الدولية السياسية والدعم العسكري لها، من خلال اشتراك معظم دول العالم فيها، وخرَس البعض الآخر خرسا شيطانيا، أما أفظعُ تلك البشاعة فهي في تبريرها الفاجر والوقح بأن هؤلاء الأطفال المستهدفين هم مطلقو الصواريخ بالأمس، والذي جاء على لسان ناطق العدوان، ثم مرور أكاذيبه اليومية بسلام على سمع العالم وبصره.
خامسا: ليس غريبا أن تأتي هذه الجريمة البشعة بعد تجدُّدِ انفضاحِ الدور الأمريكي، بتأكُّد علاقته الوثيقة بما يسمى بالقاعدة وداعش، من خلال حمايته الجوية لقوافل العناصر الاستخباراتية التكفيرية أثناء انسحاباتِها من بعض المدنِ الجنوبية، الانسحابات التي كُشِفَت في الأسبوع الجاري، والتي اشترتها الإمارات بالأموال المدنَّسة؛ للحصول على انتصاراتٍ وهمية، كما ليس غريبا أن تأتي أيضا متزامنة مع التورُّط الظاهر والتدخل السافر للسفير الأمريكي في مناطق جنوبية متعددة؛ الأمر الذي يوحي أن أمريكا (الشيطان الأكبر) هي من تتولَّى إخراجَ هذا المشهد الدموي الملعون وتشرف عليه بشكل مباشر.
سادسا: إن المجالس اليمنية بقدر ما تدين تلك المسرحية المفضوحة، تدين أيضا عملية إعدام الأسرى من الجيش واللجان الشعبية في الساحل الغربي، على يد أدوات أمريكا مما يسمى بـتحالف العدوان، والتكفيريين، الذين يتحركون بحماية أمريكية مباشرة، وإعدام الأسرى اليمنيين يبدو كمسلسلٍ لا نهاية له من الجريمة الدولية المنظَّمة التي تخالف آداب الإسلام، والأديان السماوية، والقوانين والأعراف الدولية.
سابعا: تؤكد المجالسُ اليمنية أن تصعيد العدوان بهذه المجازر وغيرها هو خدمة للأهداف الأمريكية، وتطبيق للمشروع الصهيوني في تمزيق الممزّق، وتجزئة المُجَزَّأ، في خطة مدروسة يرادُ منها بعثرةُ الشعوب العربية والإسلامية وإشغالها ببعضها، فيتم خلق أعداء وهميين للتغطية على العدو الحقيقي المتمثل في الصهاينة المغتصبين، وتمرير صفقة القرن، والتي تمت أولى خطواتها بنقل سفارة أمريكا إلى القدس العربية الإسلامية.
ثامنا: تعتقد المجالس اليمنية أنّه في سياق استهداف الأمة وتجزئتها واختراقها يأتي فرضُ عقوباتٍ ظالمة وطاغية تستهدف الشعب الإيراني المسلم، قمعا لكل الأصوات الحرة والمستقلة والمناوئة للمشروع الأمريكي والصهيوني في المنطقة؛ ولهذا فإن المجالسَ اليمنية تدين هذا السلوك الإجرامي، وتدعو شعوب العالم الإسلامي والعالم الحر إلى إدانة جرائم أمريكا ضد المسلمين عموما، وفي اليمن وفلسطين وإيران، وتدعو إلى الأخذ بآداب الإسلام في التضامن والتكافل والتآزُر والتناصُر، فمن لم يهمَّه أمرُ المسلمين فليس منهم، كما ورد في الحديث الشريف.
تاسعا: تدعو المجالس اليمنية الشعب اليمني وشعوب المسلمين جميعا إلى النفير العام في مواجهة المعتدين، حيث توجب هذه الحالة الجهادَ الدفاعي على كل الأمة فرض عين، وفي مقدمة أولئك أبناء شعبنا اليمني العربي الأصيل المعروف بشجاعته وحميته وانتصاره للحق والمستضعفين، استجابة لقول الله تعالى: (وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً) [النساء: 75]، وغيرها من النصوص الصريحة الملزمة بذلك.
والعاقبة للمتقين، والنصر للمجاهدين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
صادر بصنعاء بتاريخ 27 ذي القعدة 1439هـ / 9 أغسطس 2018م عن:
المجلس الزيدي الإسلامي
المجلس الشافعي الإسلامي
المجلس الصوفي الإسلامي".
- يرجى تسجيل الدخول لإضافة تعليقات
- قرأت 2041 مرة